الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بُهِتُوا من تعليمِهِ
«كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ» ( مرقس 1: 22 )
عندما دخل الرب يسوع كَفرَنَاحُوم «لِلْوَقْتِ دَخَلَ الْمَجْمَعَ فِي السَّبْتِ وَصَارَ يُعَلِّمُ ... كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ» (ع21، 22). كان الكتبة مجرد رواة لأفكار وآراء آخرين، مستندين على سلطان المعلِّمين القدماء، ولذلك بُهِت الناس لسلطان تعليم المسيح. وقد كان هذا السلطان مُتميزًا، فاكتشفوه في الحال. لقد كان حقًا، هو النبي الذي في فمه كلمات يهوه، الذي تكلَّم عنه موسى في تثنية 18: 18 «أُقِيمُ لهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ، وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ».

ولم يكن له سلطان فقط، بل قدرة أيضًا، أي قوة فاعلة مؤثرة حقيقية. هذا ظهر في شِفائه للرجل الذي به روح نجس. ولأنه كان تحت سيطرة الروح النجس، عَرِفَه الرجل أنه «قُدُّوسُ اللَّهِ»، ولكنه ظن أنه أتى ليُهلك. وإذ كان في موقف التحدي، فقد كشف الرب عن نفسه أنه المُخلِّص وليس المُهلِك. إن إبليس هو المُهلِك، ولذلك فالروح النجس، وهو خادمه، فعل كل ما في استطاعته، فصرع الرجل قبل أن يخرج منه. لكنه لم يستطع أن يحتفظ بفريسته في قبضته في مواجهة قوة الرب.

ومرة ثانية، تحيَّر الناس وبُهتوا. فالآن رأوا “سُلْطَانه” ظاهرًا في أعماله، كما رأوه قبلاً في كلماته. ولذلك كان سؤالهم من جزئين: «مَا هَذَا؟»، و«مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟» (ع27). وهذان الأمران يجب الاحتفاظ بهما معًا في خدمة الله. فالكلمة يجب أن يؤيدها عمل. وعندما لا يتوفر ذلك، أو عندما تتناقض أعمالنا مع كلماتنا، تكون خدمتنا ضعيفة أو بلا جدوى. وبالنسبة لربنا يسوع، كان الأمران كاملين. كان تعليمه مملوءًا بالسلطان، وبنفس السلطان كان له حق الطاعة، حتى على الأرواح النجسة، ولذلك «خَرَجَ خَبَرُهُ (اتسعت شهرته) لِلْوَقْتِ فِي كُلِّ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْجَلِيلِ» (ع28).

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net