الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله أساس كل شيء
« إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ» ( مزمور 127: 1 )
يُذكِّرنا هذا المزمور أنَّ أي شيء يُعمل بدون موافقة الربّ لا بد أن يفشل. قد يظهر حسنًا، ويستحق الوقت والمجهود المبذول فيه، لكنَّه ينتهي إلى لا شيء، لأنَّ الربّ ليس في العمل. ولقد قال الرب يسوع: «لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا» ( يو 15: 5 ).

وطبعًا ليس قصد المرنم أن يشجعنا على عدم العمل، بل أن يحذرنا من أن نعمل بدون الرب. هناك مقولة: “الكثير هو لا شيء، إن لم يكن الله فيه؛ والقليل هو كثير إن كان فيه الله” «وَالآنَ فَهَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. زَرَعْتُمْ كَثِيرًا وَدَخَّلْتُمْ قَلِيلاً. تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ. تَشْرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ. تَكْتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ. وَالآخِذُ أُجْرَةً يَأْخُذُ أُجْرَةً لِكِيسٍ مَنْقُوبٍ» ( حج 1: 5 ، 6).

ويذكر المرنم أربعة أمثلة لذلك، وهي: بناء البيت، وحفظ المدينة، والعمل الزمني، وأخيرًا تكوين الأسرة . وهنا نرى المباينة بين نشاط المؤمن الهادئ المتَّكل، متبوعًا بنومٍ هادئ، وبين الحركة المحمومة المقترنة بالطمع لأهل هذا العالم «لأَنَّ كُلَّ أَيَّامِهِ أَحْزَانٌ وَعَمَلَهُ غَمٌّ. أَيْضًا بِاللَّيْلِ لاَ يَسْتَرِيحُ قَلْبُهُ. هَذَا أَيْضًا بَاطِلٌ هُوَ» ( جا 2: 23 ).

وعبارة «لَكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا»، عبارة صحيحة. فالنوم لتجديد الطاقة هو من أعظم عطايا الله المجانية للبشر. ولكن هناك قراءة أخرى لهذه الآية: “يُعْطِي حَبِيبَهُ وهُو نَائِمٌ”. وإذا تذكَّرنا أن كاتب هذا المزمور، هو سليمان، فنحن نعلم أنه حَصَل على أعظم عطايا الله: الحكمة والغني والمجد، وهو نائم ( 1مل 3: 5 -13).

وأنت أيها الشاب الذي تُفَكِّر في بناء بيت (ع1)، أو تريد الزواج، اِعلم أنَّه أمر خطير أن تفعل هذا بدون الرب، واعلم أن الأساس في البيت، أهم بكثير من الأثاث. فليكن الله مرشدك وقائدك في هذا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net