الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القدوس البارّ
«بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هذَا الإِنْسَانُ بَارًّا!» ( لوقا 23: 47 )
هناك خمس شهادات عن كون المسيح بَارًا، صدرت من خمسة أشخاص لم نكن لنتوقعها منهم:

الأولى: من يهوذا الإسخريوطي الذي أسلم الرب يسوع: لقد أدلى بشهادته أمام رئيس الكهنة وكبراء الشعب: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» ( مت 27: 4 ). ومَنْ كان يتوقع تلك الشهادة عن براءة الرب يسوع من هذا الرجل؟

الثانية: جاءت على فم امرأة بيلاطس التي أرسلت إلى زوجها تحذيرًا جادًا، ألا يتورط في محاكمة هذا الإنسان البار، الذي انزعجت كثيرًا في حلم من أجله ««إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ» ( مت 27: 19 ) ونحن أيضًا لم نكن نتوقع شهادة كتلك إطلاقاً.

الثالثة: صدرت عن بيلاطس نفسه. ذلك الحاكم الأممي الذي لم يكن يحب اليهود، والذي ما كان يضيّع فرصة كتلك لإدانة يهودي! غير أنه لم يجد علة واحدة في هذا السجين الفريد، بل إنه كرَّر تلك الشهادة ثلاث مرات على الأقل «إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هذَا الإِنْسَانِ» ( لو 23: 4 ، 14، 22)!

الرابعة: وجاءت على فم لص يقضي جزاء ما اقترف من أثام. بادئ ذي بدء هو اشترك مع لص آخر في السخرية من الرب، غير أن قلبه تغيَّر فيما هو مُعلَّق على الصليب، فأقرّ بذنبه، وراح يشهد بثبات عن الرب أنه «لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ» ( لو 23: 41 ). إنه أمر مُدهش أن يُبرِّر مجرم مُدان، شخصًا آخر تحت الحكم عينه.

الخامسة: ولعلها أعذبها، وجاءت على فم قائد المئة المُوكل بتنفيذ حكم الصلب في الرب يسوع. فهو إذ سمع كلماته، ورأى آلامه، وشهد موته؛ أقرَّ بشهادة واضحة لا تقبل الشك: ««بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هذَا الإِنْسَانُ بَارًّا!» ( لو 23: 47 ).

إنها شهادة الله في الحقيقة، ولكنه ـــــ تبارك اسمه ـــــ أرسلها على فم هؤلاء.

ليزلي جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net