الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذهبي بسلامٍ
«إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ» ( مرقس 5: 34 )
كثير منا يريدون أن يكونوا مثل المرأة نازفة الدم، ويرغبون أن يحصلوا على البركة دون إعلان عَلَني عن مُعطي البركة. وهذا لا يجوز. بل علينا أن نعترف بالحق ونعلن نعمته المخلِّصة. وقد خرجت منه قوة مباشرة لخلاصنا، وحان الوقت أن نشهد نحن. وكما كان على الرجل الذي أخرج منه الرب الأرواح النجسة، أن يشهد للرب في بيته ( مر 5: 19 ، 20)، كان على المرأة أن تجثو عند قدميه علنًا في مواجهة الجمهور. ولكنها لم تتحدث إلى الجمع، بل إليه هو.

وكثمرة لاعترافها نالت المرأة بركة أكبر. لقد حصلت على تأكيد قاطع من كلماته، أن شفائها نهائي وكامل. وقبل هذا بدقائق، كانت قد «عَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ» (ع29). ثم اعترفت «عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا» (ع33). هذا كان حسنٌ جدًا، ولكن لم يكن كافيًا. ولو أن الرب سمح لها بالانصراف ببساطة، مملوءة بهذه المشاعر الطيبة، والعلم بما حصل لها، لتعرضت لكثير من الشكوك والمخاوف في الأيام التالية. فكل وعكة مرضية مهما كانت عابرة، كان من الممكن أن تُثير قلقها بشأن احتمال عودة مرضها القديم. ولكنها حصلت على كلمته القاطعة «كُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ» (ع34). وهذا حَسَم الموضوع. فكلمته موثوق بها، أكثر من مشاعرها.

وهكذا الأمر معنا. فبالتأكيد روح الله قد عمل شيئًا ما عند تغييرنا، ونحن نعلم ذلك، قد تكون مشاعرنا سعيدة، ولكن حتى مع هذا، ليس هناك أساس راسخ في استناد يقيننا على المشاعر، أو على ما حدث فينا في الماضي، فالأساس الراسخ لليقين موجود في كلمة الرب. وليس قليلون هم الذين يعوزهم اليقين، لأنهم ارتكبوا الخطأ الذي كانت هذه المرأة على وشك أن ترتكبه. فهم لم يعترفوا الاعتراف اللائق بالمسيح، ولم يعلنوا اعترافهم بفضله. ولو صححوا هذا الخطأ كما فعلت المرأة، سيحصلون على يقين كلمته.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net