الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
داجون ساقطٌ أمام التابوت
«وَبَكَّرُوا ... وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِه ... أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ» ( 1صموئيل 5: 4 )
سمح الله أن يقع التَّابوت في يد الفلسطينيِّين. لكن كان لا بد أن يتعلَّموا أنَّه إذا كان إسرائيل قد انهزم، فهذا ليس بسبب سمو إله الفلسطينيِّين، بل لأنَّ الربّ أراد هذا، وأظهره لأعداء شعبه أنَّ في وسطهم تابوت "عِزِّه" ( مز 132: 8 ). وحقًا ما أغبى القلب البشري! وما أبطأه في تعلّم الدرس عن قوة الله! فلقد سقط الصَّنم أمام إله إسرائيل مرّتين ( 1صم 5: 3 ، 4). وفي المرة الثانية قُطعت رأسه ويداه، مُظهرًا الرب بذلك أنه إله بلا عقل ولا حول.

وكما حدث في مصر، فقد ضرب الربّ أعداءه ضربة شديدة. وقوته ظهرت في عقابهم. لكننا بالأسف نرى أنانية الإنسان الطبيعي، فقد فكروا المرة تلو المرة في إرسال هذا الشيء المرهب، الذي أزعجهم وكدَّر صفوهم، إلى مدينة أخرى.

لكن لنُحوِّل أنظارنا عن هذا المنظر المحزن، ونثبِّتها على الربّ يسوع المسيح، الذي نرى في التَّابوت رمزًا جميلاً له! في يوحنا 18 سعى الناس لكي يأخذوه أسيرًا، وبمجرد أن قال المسيح لهم: "أَنَا هُوَ" (ع5)، فإن كل الآتين للقبض عليه "رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ"، تمامًا مثلما حدث لداجون هنا. ثم سمح الربّ يسوع لهم أن يأخذوه، فأرسلوه من حنَّان إلى قيافا رئيس الكهنة ( يو 18: 24 )، ومن هيرودس إلى بيلاطس ( لو 23: 11 ). ولقد قال بيلاطس: "فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟" ( مت 27: 22 )، وحاول نقل القضية إلى هيرودس ( لو 23: 6 ، 7)، وهو يذكِّرنا بما قاله الفلسطينيون هنا: "مَاذَا نَصْنَعُ بِتَابُوتِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ؟ فَقَالُوا: لِيُنْقَلْ ..." ( 1صم 5: 8 ). فانتقل التابوت من أشدود إلى جت، ومن جت إلى عقرون. أمَّا أولئك الذين عاملوا الربّ هكذا، الذين أهانوه وشتموه وحكموا عليه، فستتم فيهم الكلمات التي خرجت من شفتيه: "تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاء" ( مت 26: 64 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net