الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الله
«احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ» (يهوذا21)
تُعالج رسالة يهوذا أمورًا تتميز بها أيام الانحراف والضلال، وكاتبها يُبرز نفس المخاطر والمعاثر التي توصف بها أيامنا الحاضرة. وفي العبارة الختامية يرسم طريق السلامة وسط هذه المخاطر. والتحريض الجوهري هو قوله: «احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ». إن هذه العبارة، هي في حقيقتها صدى كلمات الرب: «كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي» ( يو 15: 9 ). تمامًا كما لو أن أُمًا تقول لطلفها المريض، وهي تقوده إلى حديقة المنزل: “امكث هنا والزم هذا المكان في أشعة الشمس، ولا تبرحه إلى الظل”.

لمَّا بلغ واحد من خدام الرب الأجلاَّء الشيخوخة، كان يحس بوطأة الجو البارد، وكان يتعيَّن على مُمرِّضه المرافق له أن يحفظ مجلسه دائمًا في الشمس. ففي الصباح كان ينتقل به وهو على كرسي ذي عجلات إلى جانب نافذة تطل على الشرق، وفي الظهيرة كان يحرك الكرسي إلى جوار نافذة تطل على الجنوب، وفي فترة ما بعد الظهر كان ينتقل به إلى نافذة تطل على الغروب.

وفي لندن ربحت فتاة جائزة في معرض للزهور، أما تلك الزهرة التي نالت عليها الجائزة، فقد ترعرعت في وعاء قديم للشاي في غرفة صغيرة علوية، من منزل قديم حقير، فلما سُئلت الفتاة، كيف استطاعت في هذه البيئة الفقيرة أن تستنبت مثل هذه الزهرة اليانعة الرائعة، قالت: “كنت دائمًا أحرص على أن أضع الزهرة في ضوء الشمس وتحت أشعتها”. وفي الأقطار الباردة يُلاحظ أن الطيور تحب دائمًا أن تستدفئ بكل شعاع من أشعة الشمس الغاربة، وتظل تنتقل من فروع الأشجار إلى الفروع الأعلى، كلما مالت الشمس نحو الغروب، إلى أن تتجمع أخيرًا على أعالي الأشجار، لتحظى بآخر شعاع من الشمس، إنها تحفظ نفسها في أشعة الشمس. هذه الأمثلة تصوِّر لنا معاني هذا التحريض «احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ».

هنري دربانفيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net