الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاتكال
«يَا رَبُّ إِلَهِي، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ» ( مزمور 7: 1 )
الاِتِّكَالُ ... كلمة ليست سهلة الهضم عند الطبيعة البشرية، بل هي صعبة القبول. أن يكون شخص آخر هو كل شيء، وأكون أنا لاشيء، أمر لا ترتضيه النفس البشرية إلا بمشقة كبيرة. إنه درس تتمرد عليه النفس، ومهما تعوَّدَت التسليم، تعود وتحاول أن ترفع هذا النير عنها لتتصرف بالاستقلال عن الله. هذا دأب الطبيعة البشرية فينا. ولكن، يا لها من بركة عظيمة للنفس التي تعرف معنى الاتكال الحقيقي من كلمات الرب للتلاميذ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ»! ( لو 18: 17 ).

والآن أُريكم معنى الاتكال كتابيًا. انظروا إلى هذا الطفل المحمول على ذراعي المحبة والحنان؛ ذراعي أمه. هل ينفر هذا الصغير من أن يُحمَل هكذا؟ هل يتمرد هذا الطفل على هاتين الذراعين التاعبتين لأجل راحته؟ هل مثل هذا الطفل الصغير يسترضي نفسه لكي يبقى في أحضان الحنان؟ أم أنه يترك نفسه واثقًا كلما تطلع ورأى وجه أمه باسمًا يُشفق ويحنو عليه؟ هل اتكال الطفل على ذراعي أمه يحتاج إلى تدريب للاطمئنان إلى كفاية ذراعيها، وإلى كفاية حنان قلبها المُحبّ؟ هل يجهد نفسه، لكي يُحبّ تلك التي تتعب وتحمل وتسهر بلا مقابل؟

أيها الأحباء: الجسد فينا قَلِق دائمًا، ويميل باستمرار إلى عدم الثقة. أما الاتكال فمعناه، أننا نركن إلى ذلك القلب الفائض بالحنان، واثقين بلا حدود في عناية الله أبينا، لأننا مولودون منه؛ هو أن نطرد كل فكر يخطر لنا عن احتمال تحوّل محبته عنا. كثيرًا ما نتكلَّم عن أننا متنا مع المسيح. فهل يقلق الإنسان الميت؟ هل يحاول، وهل يجتهد ويدبر ويفكر؟ أيها المؤمن: اعرف الاتكال الصحيح، واقرأ في الكتاب عمَّا صاره المسيح لأجلك. هو حياتك وحكمتك وبرك وقداستك وفداؤك. فدعه يكون كل شيء بالنسبة لك، بقوة الروح القدس.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net