الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اُخرُج!
«ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ... وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ» ( أعمال 7: 2 ، 3)
لقد تضَّمَنت دعوة الرب لإبراهيم ضيقًا ومعاناة. فإنه لم يكن له أبناء، وكانت موارده كافية لسد كل احتياجاته. ثم إنه كان مرتبطًا بعشيرته بأقوى الروابط الطبيعية، وكان عسيرًا عليه أن يقطع هذه الروابط، ويفصل نفسه عن أقرب الناس وأحبّهم إلى قلبه، ويشـرع في الذهاب إلى أرض، لم يكن يعرفها بعد.

وهكذا الحال في كل دعوة يوجهها الله إلى أولاده. فدعوة الله تَتَضَمَّن دوامًا التضحية والانفصال عن أعز الأشياء، أو أعز الناس. إن أردنا أن نتتبعه في الطريق التي يرشدنا إليها، يجب أن نكون مستعدين لحمل الصليب كل يوم. وكل خطوة نخطوها في سبيل التقدم في الحياة الروحية، تتطلب تضحية جديدة وإنكارًا للذات.

صحيح أن البركات التي تنتظرنا أعظم من التضحيات التي تُطلَب مِنّا، وأن الأمل في الحصول على هذه البركات كثيرًا ما يُحفّز أولاد الله للتقدّم إلى الأمام. ولكن عندما تأتي الساعة الفاصلة التي فيها يودع المرء أهله أو أصدقاءه أو أحبّ شيء لديه، الوداع الأخير، قد يذكر سنوات السعادة والمتعة واللذات الماضية، فتعز عليه التضحية. وهذا هو غربال الله، الذي يفصل بوضوح القمح عن التبن. كثيرون لا يستطيعون أن يحتملوا اختبارًا بمثل هذه القسوة والصـرامة في متطلباته. إنهم يهربون من الموقف عن طريق أقرب مخرج يُقابلهم، كبيلاطس، ويتركون في حزن ذاك الذي سبق أن أتوا إليه مُسـرعين، كالشاب الغني. فهل هذه هي الحال معك؟ هل إذا سمعت دعوة الله، ترتد إلى الوراء، لأن التضحية تعز عليك؟ احسب حساب النفقة جيدًا، وتقدَّم للأمام باسم وبقوة ذاك الذي فيه كل شيء مُستطاع وهيّن، وعندئذٍ ستُثبت أنك أهل للوقوف أمام المسيح في الخليقة الجديدة.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net