الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 4 أكتوبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُرني أن آتي إليكَ
«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ» ( متى 14: 28 )
طلب بطرس من الرب أن يأمره بالإتيان إليه. ويُمكننا أن نرى في هذا الطلب العديد من الأمور الإيجابية:

أولاً: محبة بطرس للرب: فهو يود أن يكون مع المسيح، ولو كان الطريق مياهًا مزبدة. وبعد قيامة المسيح من الأموات، كرَّر الأمر عينه، فما أن عرف أن ذاك الواقف على البر هو الرب، حتى ألقى نفسه في البحر ليصل إلى المسيح ( يو 21: 7 ).

ثانيًا: طاعة بطرس: فهو غير مستعد لأن يتحرك خطوة واحدة، إلا بعد أن يأخذ الأمر من الرب. وكلمات الرب بالنسبة لنا، يجب أن تكون أوامر واجبة التنفيذ.

ثالثًا: إيمان بطرس: فهو يعرف قدرة سيده، الذي يستطيع أن يُمَشِّيه، ليس فقط ـــــ كما قال حبقوق ـــــ على المرتفعات ( حب 3: 19 )، بل فوق ماء مزبد وبحر هائج!

ولنا في كلمات بطرس تصوير ثلاثي للسلوك المسيحي في فترة غياب الرب عنا كالآتي: (1) هو قال للرب: «مُرْنِي»، ولم يقُل له “مُرْنا”. فاتِّباع المسيح هو أمر فردي في المقام الأول. فالرب لا يقول مطلقًا: “اتبعوني”، بل «اتْبَعْنِي» ( مت 9: 9 )، وأيضًا «اتْبَعْنِي أَنْتَ!» ( يو 21: 22 ). (2) هو قال له: «مُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ»، وليس “مُرْني أن أتمشى فوق الماء”. فالمسيحية ليست نزهة، ولا هي تحرك على غير هدى؛ إنها تحرك صوب المسيح، فالمسيحي له غرض واحد، هو المسيح في المجد. (3) هو قال للمسيح: «مُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». فلقد سار المسيح فوق الماء، وبطرس طلب أيضًا من الرب أن يمشي إليه فوق الماء! ولنا في ذلك درس روحي، فإن: «مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا» ( 1يو 2: 6 ؛ انظر أيضًا يوحنا 14: 12). لقد واجه المسيح في حياته هنا على الأرض ظروفًا بالغة الصعوبة، وكانت طريقه تميزها الرياح المضادة، وهكذا أيضًا تابعوه.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net