صوَّر أحدهم في روايته الخيالية، أن الذئب أشد ضراوة من الأسد، وذلك للفارق بين طريقتي الانقضاض على الفريسة: الأسد ينقض على فريسته من أول حركة، وهي بذلك تكون في أشد مقاومة ومصارعة له، وربما تنجح في مصارعتها له، وتنجو من الافتراس. أما الذئب، فهو لا يُهاجم الفريسة من أول حركة، بل يُطاردها كثيرًا، وحين يرى أنها أُصيبت بالإعياء والتعب والإجهاد، ينقض عليها بسرعة دون أية مقاومة منها، فتكون بذلك لقمة سائغة له. هذا عين ما يفعله إبليس مع الخطاة والمؤمنين على حد السواء. ولطالما أخبرنا الكتاب المقدس عمَّا فعله التعب والإعياء، ومن ورائهما الشيطان. فعيسو باع بكوريته واحتقرها، حين أتى من الحقل وهو قد أَعْيَا قائلاً: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» ( تك 25: 32 ).
وعماليق في حربه مع إسرائيل قطع من المؤخر كل المستضعفين «كَيْفَ لاقَاكَ فِي الطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُل المُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ، وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ» ( تث 25: 18 ).
لنتحذَّر كثيرًا أيها الأحباء من سهام العدو، ولا سيما في وقت الألم والتعب والإرهاق، فالكتاب المقدس يقول: «لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ» ( 2كو 2: 11 ).