الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 28 نوفمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السِرَاج والمنارَة
«هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ أَوْ تَحْتَ السَّرِيرِ؟ » ( مرقس 4: 21 )
للوهلة الأولى، قد يبدو الانتقال من بذرة تُزرع في الحقل ( مر 4: 2 -20)، إلى “سِرَاج في البيت” (ع21، 22) ـــــ (قد يبدو) غير متوافق وغير مترابط، ولكن، إذا كان لنا حقًا أُذنان للسمع، سرعان ما سنرى أنه، في مغزاهما الروحي، فإن المَثَلين متوافقان ومرتبطان. فعندما تُقْبَل كلمة الله في قلب مُدرب ومُعد، تأتي بثمار يُقدرها الرب، وأيضًا تكون نورًا يراه ويُقَدِّره الناس.

«هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ أَوْ تَحْتَ السَّرِيرِ؟ أَلَيْسَ لِيُوضَعَ عَلَى الْمَنَارَةِ؟»، فيشع نوره من حوله (ع21). والجزء التالي في الآية 22 يلفت الانتباه «لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ صَارَ مَكْتُومًا إلاَّ لِيُعْلَنَ (أو يُحضر إلى النور)». فعمل الله في القلب بكلمته يحدث في السر، وعين الله تلحظ الثمار عندما تبدأ في الظهور. ولكن في الوقت المعيَّن، الشيء الذي يحدث في السر لا بد أن يُكشف في النور. وكل حالة تغيير حقيقي، هي بمثابة إضاءة لسراج جديد.

“الْمِكْيَالِ” قد يرمز لمشاغل الحياة، بينما قد يرمز “السَّرِيرِ” للراحة ومُتع الحياة. هذه كلها يجب ألا يُسمح لها أن تحجب النور، كما يجب ألا يُسمح “لِهُمُومُ هَذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى وَشَهَوَاتُ سَائِرِ الأَشْيَاءِ أن تَدْخُلُ وَتَخْنُقُ الْكَلِمَةَ التي زُرِعَت فَتَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ” (ع19). فهل لدينا أُذنان للسمع؟ وهل نسمح لنور سراجنا الصغير أن يضيء؟ فليس هناك خفي إلا ويظهر، ولذلك من المؤكد تمامًا، أنه إذا أُشعِل سراج فلا بد أن يضيء حوله. وإذا لم يُظْهَر شيء، فهذا لأنه ليس هناك شيء ليُظْهَر.

هذا المَثَل يليه التحذير بالنسبة لِما نسمع. وتدخل تعاملات الله في حكومته للبشر في هذا الأمر. فبالكيل الذي نكيل به، يُكال لنا. فإذا سمعنا الكلمة بحيث نمتلكها، سنكسب أكثر. ولكن إذا لم نفعل ذلك، سنبدأ نخسر حتى ما لدينا (ع24، 25).

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net