الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 ديسمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى والسَّفَط
«ابْنَةُ فِرْعَوْنَ ... رَأَتِ السَّفَطَ ... فَأَرْسَلَتْ ... وَأَخَذَتْهُ» ( خروج 2: 5 )
في الآيات الافتتاحية للأصحاح الثاني من سفر الخروج نرى صورة مُحببة لنا تُصوّر خلاصنا؛ فالطفل موسى وُضع على حافة النهر، مكان الموت، في آخر بقعة كنا نتوقعها، ولا يوجد أمل في نجاة. وبالنسبة لنا، «أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» ( رو 6: 23 )، ومن هنا لا يمكن الهروب، فلقد كسرنا ناموس الله القدوس، والعدالة الإلهية تطلب توقيع العقوبة. لقد أُغلق باب الأمل أمامنا، واستُعلِنت نهايتنا. آه، عند هذه النقطة، اُستعلن لطف الله، فلقد حدث ما لا يُمكن أن نتصوّره أو نتخيّله؛ لقد أتت الحياة إلينا من خلال الموت. فعلى الرغم من أن موسى قد أُحضِرَ إلى مكان الموت، ولكنه كان آمنًا في السَّفَطَ (أو الفلك - the ark). وهذا ما يتحدث لقلوبنا عن شخص المسيح وعمله.

ونلاحظ أن الكلمة العبرية التي اُستُخدِمت لوصف فلك نوح (الرمز الواضح للرب يسوع)، هي نفس الكلمة المُستخدمة هنا لوصف السَّفَطَ. فالمسيح ذهب إلى الموت لأجلنا. إن بر الله قد أمر أن تُسدَّد أجرة خطايانا، ولهذا ذهب الابن القدوس إلى الصليب ليوفي العدل الإلهي حقه «فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ» ( 1بط 3: 18 ).

وهكذا في المسيح نرى البديل. لقد كنا في مكان الموت، كما كان موسى. وكما أن الإيمان هو الذي أحضر موسى إلى مكان الموت، فإن الإيمان أيضًا هو الذي عرَّفنا بالمسيح. ومرة أخرى، كما أُخذ موسى مِن مكان الموت، فإنه بقيامة المسيح قمنا نحن أيضًا. وفيما بعد، عندما أُحْضِرَ موسى إلى قصر فرعون، نرى كيف أن لنا منزلاً رفيعًا أُعد لنا في بيت الآب في العلا.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net