الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 ديسمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الناموس والنعمة
«الْمَلِكُ (دَارِيُوسُ) ... جَعَلَ قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ ... لِيُنْقِذَهُ» (دانيآل 6: 14)
أحبَّ “الْمَلِكُ دَارِيُوسُ” دانيآل، وجاهد كثيرًا لكي يُخلّصه من جُبّ الأسُود، ولكن محبته كانت بلا قوة أمام شريعة مادي وفارس التي لا تُنسَخ. صرف “دَارِيُوسُ” الليل كله حزينًا وصائمًا، وكان يستطيع أن يبكي عند فم الجُبّ، ولكنه ما كان يستطيع أن يُخلِّص صديقه، لأن محبته لم تكن قوية لدرجة تُمكّنه من تخليصه. ولو أنه قدَّم نفسه للأسود عوضًا عن صديقه، لكان ذلك منه عملاً أخلاقيًا مجيدًا، ولكنه لم يفعل. فمحبته أظهرت نفسها في دموع وتأوهات لا تُجدي نفعًا، وشريعة مادي وفارس، كانت أقوى من محبته. الشريعة في عظم ثباتها، انتصرت على ضعف محبته التي لم يكن منها غير دموع تُذرف بلا ثمر.

ولكن محبة الله ليست هكذا، مجدًا لاسمه إلى الأبد، فمحبته قوية لدرجة الخلاص. إنها تملك بالبر. وكيف هذا؟ الجواب: «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» ( يو 3: 16 ).

لقد أعلن الناموس في كلمات مخيفة وصارمة «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» ( حز 18: 4 ، 20). وهل كانت هذه الشريعة أقل ثباتًا أو عظمة أو شدة من شريعة مادي وفارس؟ بكل تأكيد كلا! كيف كان يتصرف بها إذن؟ كان لا بد من تعظيمها واحترامها ومراعاتها وتنفيذها، وما كان يمكن أن كلمة واحدة منها تُوضَع جانبًا. وكيف كان يُمكن إذن حلّ هذه المعضلة. ثلاثة أشياء كان يجب أن تُعمَل: فالشريعة تُحترَم، والخطية تُدان، والخاطئ ينجو. وكيف كان يُستطاع الوصول إلى هذه النتائج العظيمة؟ الجواب: «كَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَان، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» ( يو 3: 14 ، 15).

كأنهم فوق الصليب كتبوا خطية دينت، وخاطئ يَخلُص.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net