الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 ديسمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنا هو البابُ
«إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى» ( يوحنا 10: 9 )
أعلن الرب يسوع عن نفسه باعتباره “بَابُ الْخِرَافِ” (ع7)، وكل خروج من الحظيرة اليهودية، وكل دخول إلى مكان البَرَكة الجديد الذي كان سيؤسَس، لا بد أن يكون عن طريقه. هذه البَرَكة الجديدة التي نسمِّيها “المسيحية” في مُباينة مع “اليهودية”. وأول بَرَكة في المسيحية هي الخلاص، وهي أول ما يقابلنا عندما ندخل بواسطة المسيح باعتباره الباب. معظم الإشارات عن الخلاص في العهد القديم تتعلَّق بالخلاص من الأعداء والمتاعب. فالتحرير الروحي الذي أتى الإنجيل به لنا، لم يكن معروفًا عندئذٍ، حيث إن العمل الذي بُنيَ عليه لم يكن قد تم. فلنقرأ عبرانيين 9: 6-14؛ 10: 1-14 ونستوعبها، عندئذٍ تتضح هذه الحقيقة. ففقط عن طريق موت المسيح وقيامته، فُتح الباب للخلاص على مصراعيه.

والكلمات «يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ» تُــفـيد الحرية. ففي اليهودية لم تكن هناك حرية في الاقتراب إلى الله حيث إن «طَرِيقَ الأَقْدَاسِ لَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ» ( عب 9: 8 )، ولا كان مسموحًا لهم أن يخرجوا إلى الأمم، ولا أن ينشروا أية معرفة عن الله وصلتهم. لقد كانوا مُغلقًا عليهم داخل حظيرة ناموس موسى وشرائعه، وفيه كان يجب أن يَبقوا. أما نحن كمسيحيين فلنا: «ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ» ( عب 10: 19 )، ولنا أن نخرج كما فعل المؤمنون الأُول «الَّذِينَ ... جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ» ( أع 8: 4 ). ففي كِلا الاتجاهين؛ الدخول والخروج، تجاوزنا بكثير امتيازات الحظيرة اليهودية.

ثم ثالثًا: «يَجِدُ مَرْعًى». وهذا يعود بأفكارنا إلى حزقيال 34 حيث نجد إدانة قاسية لرعاة إسرائيل السابقين. فهؤلاء القادة الدينيون استأثروا بالطعام وتركوا الخراف جائعة، وكانوا قدوة سيئة، إذ قهرَ الأقوياء من الخراف، تلك الخراف الضعيفة، ورعوا المرعى الجيد، وداسوا باقي المراعي بأقدامهم (ع18). وبالتالي، لم يَعُد هناك مرعى للخراف الضعيفة. أما يسوع الراعي الصالح لإسرائيل، فيقود خرافه إلى طعام روحي وفير.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net