الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جبار بأس في عفرَة
«فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ» ( قضاة 6: 12 )
سبع سنين وشعب الله تحت العبودية وتحت التأديب، وعندما صرخوا إلى الرب ليُخلِّصهم، لم يرسل إليهم في الحال مُخلِّصًا ليُنقذهم، وإنما أرسل إليهم رجلاً نبيًا ليُخبرهم عن سبب تلك البلية التي هم يئنون من وطئتها ( قض 6: 1 -10). وهكذا أدركوا سبب المصيبة التي حلَّت عليهم، وبالتأكيد أدانوا أنفسهم، وهذا ما يفعله الرب معنا، إذ يؤثر صوتُ الله على الضمير، لكي يعرف المؤمن السبب الذي من أجله فقَد الشركة الحلوة مع الرب، ولماذا كان التأديب لازمًا.

بعد ذلك جاء الرب نفسُه وجلس تحت البطمة التي في “عفرة”، حيث كان يعيش جدعون، وحيث كان يخبط حنطة. و“عفرة” تعني “تراب”، بمعنى أن الرب لا يستخدم إلا الشخص الذي ـــــ اعترافًا بخطيته ـــــ يضع وجهه في التراب، ويحني رأسه تعبيرًا عن انكسار قلبه حزنًا على خطيته، وندمًا عليها. هذا هو الذي ينال البركة، ويُسبِّب البركة لشعب الله ( إش 66: 2 ). أما المتجبّرون الذين يشعرون بالقوة في أنفسهم فليس لهم حظ في البركة، ولا في استخدام الرب لهم. إن حب التسلُّط والتمسك بالإرادة الذاتية وتحقيق المشيئة الشخصية، كلها عوامل تمنع البركة وتمنع استخدام الرب للمؤمن. لذلك جاء الرب إلى شخص موجود في “عفرة”.

لجدعون الذي يمثل المؤمن المنكسر القلب والمنسحق الروح، جاء الرب إليه وقال له: «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ». عجبًا! جبار بأس؟! أين هو الجبروت؟! وأين هو البأس؟! فهو لم يكن سوى رجلاً مسكينًا، نفسُه في التراب، يخبط بعض الحنطة ليُهربها من المديانيين إلى إخوته. لكن لنتذكر أن القمح يرمز إلى المسيح المُمجَّد. فمع أن جدعون كان في انحناءٍ شديد، ونفسُه في التراب، إلا أنه لم ينسَ أن يتغذى على المسيح ويشبع به. وهكذا مَن هو مسكين في ذاته، ولكنه يجد شِبعه وكفايته في المسيح، يأتي إليه المسيح شخصيًا ويستخدمه لبركة نفسه وبركة الآخرين.

نبيه إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net