لم يكن من السهل على “هدسون تايلور” أن يجد وقتًا للصلاة الفردية ودراسة الكلمة، لانهماكه في الخدمة، ولكنه كان يعلم أنهما أمران جوهريان لا غنى عنهما. وولداه يتذكران المنزل الفقير الذي كانا يقطناه مع أبيهما، إبَّان وجودهم في شمال الصين. كانا يفترشان ركنًا في حجرة واسعة، وكان والدهما يفترش ركنًا آخر، تفصل بينهما ستارة رقيقة. وعندما يخيِّم الليل البهيم جالبًا معه قدرًا من الهدوء، كانا يسمعان صوت إشعال عود ثقاب، ثم يريان لهب شمعة يتراقص في الظلام. إذ ذاك كانا يَعْلَمان أن أباهما، مهما كان مُتعَبًا من جرّاء العمل والخدمة طوال اليوم، مُنْكَبٌّ على دراسة كتابه المقدس الذي لم يكن يفارق يده. ثم من الثانية إلى الرابعة صباحًا كان يقضي فرصة للصلاة الفردية، وهو الوقت الذي كان من غير المحتمل أن يقاطعه فيه أحد.
إن ضوء الشمعة الخافت علَّم ولدي تايلور عن الصلاة السرية أكثر من أي كتاب قرآه، أو عظة سمعاها. لقد كان درسًا حيًا عن أهمية دراسة الكتاب والصلاة السرية.
ولعل أصعب ما يُقابل المُرْسَل في عمله ـــــ كما كان مستر تايلور ـــــ هو أن يجد وقتًا للدراسة المنتظمة للكتاب في روح الصلاة. وكان دائمًا يقول: “الشيطان سيجد لك حتمًا شيئًا لتفعله في سبيل أن يُعطِّل دراستك للكلمة. أعطِ الله وقتًا ليعلن لك فيه عن ذاته. وامنح نفسك وقتًا للسكون والهدوء قدامه. اِقبل تأكيد الروح القدس بحضوره معك، ولتعمل قوته فيك. اِقض وقتًا في قراءة الكلمة كما لو كنت في حضرته، فمن خلالها، ستعرف ما يطلبه منك وما يَعِدَك به. دع الكلمة تخلق حولك وفيك، مناخًا مقدسًا، ونورًا سماويًا قدسيًا؛ به تنعش نفسك وتتقوى للقيام بمتطلبات الحياة اليومية”.