الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جلس في يمين العظمة
«بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ» ( عبرانيين 1: 3 )
كلمة “جلس” تعني ممارسة إرادة حُرة تلقائية ـــــ أي أن المسيح يسوع، الذي صنع الفداء على الصليب، جلس من تلقاء ذاته، وكمن له الحق في أن يفعل ذلك، الأمر الذي يتمشى مع ما قاله ـــــ تبارك اسمه ـــــ بخصوص قيامته وحياته الإنسانية: «لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا» ( يو 10: 18 ).

إن قيامة المسيح من وجه كانت «بِمَجْدِ الآبِ» ( رو 6: 4 )، بمعنى أن الله بكل صفاته المجيدة كان عاملاً في إقامته، وهي من وجه آخر من عمل إرادته التلقائية الحرة. فهو أُقيم كما بقوة خارجة عنه، وقام كمَن له الحق في ذلك، وله القوة على ذلك، وكمن لم يكن للموت سلطان عليه. فلم يكن هناك ما يمنعه من أن يجلس في يمين العظمة، لأنه أكمل العمل على الصليب، ومجَّد الله تمجيدًا كاملاً. نعم وإن مجد الله اقتضى أن الشخص الذي عظّم صفات الله تعظيمًا كاملاً في الصليب، يجب أن يجلس في يمين عرش العظمة في السماوات ( عب 8: 1 ).

إن قيامة المسيح وجلوسه فوق كل رياسة وسلطان يدُّلان على موافقة الله المُطلقة على ما تم في الصليب؛ لأن اليمين هو مكان الكرامة والقوة، كما هو أيضًا مكان الرضا والسرور. إذ ليس هناك ما هو أعلى، ولا ما هو أكرم من عرش الله الذي يجلس فيه الآن الكاهن العظيم. إنه يجلس هناك كصاحب حق، وكل شيء تحت قدميه، وصولجانه فوق كل شيء.

إن جلوس المسيح بعدما صنع الكفارة يعطي راحة للضمير وسلامًا للقلب. ونحن الذين نؤمن بذبيحة المسيح النيابية وكفايتها، كما نؤمن بكهنوته، لنا أيضًا بالإيمان أن نجلس دون أن نحرّك يدًا لعمل أي شيء في سبيل خلاصنا، لأن كل ما يلزم للخلاص قد صُنِع وتم عمله، ولا نستطيع أن نُضيف ذرة واحدة على عمل تام وكامل.

صموئيل ريداوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net