الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاغتياب
« رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا » ( أمثال 25: 23 )
الاغتياب (الغِيبة)؛ هذه عادة ذميمة لا يختص بها بلد معيَّن، أو فئة من بني آدم، أو صنف مُعيَّن من النساء أو الرجال. هي شر موجود في كل مكان، وفي جميع الأوساط، وينتشر بصورة رهيبة. هي شر كريه وذميم، وشيطاني أيضًا.

لقد قيل بحق إن الثالب (ألمُغتاب)، يُصيب بِشره وشراره: (1) يُصيب نفسه. (2) يُصيب سامعه. (3) يُصيب مَن يغتابه. ويقول يعقوب: «لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ» ( يع 4: 11 ). إن لاحظتُ خطأ في شخص ما، فهذا الشخص ينبغي أن يسمع قبل جميع الناس، بما يُؤاخذ عليه من خطأ. ولكن ما أقل ما نُراعي هذا المبدأ. بل أحيانًا نُلاقي زميلاً أو صديقًا بالتسليمات والبسمات، وما أن يُفارقنا حتى نبدأ في طعنه من الخلف، ونرميه بأحقر الصفات، بطريقة أو بأخرى.

قال متعلِّم ٌ من الله: “إنى أحرص أن لا أمدح واحدًا في وجهه، ولا أذم واحدًا في غيبته”. هذا خلقٌ نبيل، ولكن ما أقل ما يُمارس عمليًا! بل نحن غالبًا ما نعكس الوضع؛ إذ نحن نُجامل في الوجه، ونغتاب من الخلف! ليت الرب يُخلّصنا من عادة شريرة كهذه! هذه العادة يدفعنا إليها الشرير إبليس. وكم نحتاج إلى الأمانة في القول مع الناس، واللطف في الكلام عنهم.

إن عرفنا خطأ في واحد من الأصدقاء أو الأقارب، فلنذهب إليه مباشرة، ونتكلَّم معه صراحة وجهًا لوجه. فإن لم يكن عندنا كلام حلو لنقوله له، فلنسكت ونسدل ستارًا من الكتمان على خطئه. هذا الصمت يستر كثرة من الأضرار ومن الخطايا، ويمنع أمواجًا من الحزن ومن الحقد ومن الخصام. نحتاج إيها الأحباء إلى الصراحة العاقلة، ونطرح عنا هذا الجبن الوضيع، وتلك النميمة الحقيرة. نحتاج إلى الكف عن ذكر المثالب التي لا نقدر أن نقولها أمام مَن نغتابه.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net