الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 16 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ظهر إله المجد
«ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ... وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ» ( أعمال 7: 2 ، 3)
يُعتبَر تاريخ إبراهيم تاريخًا عجيبًا جدًا، والسر في ذلك هو أن هذا التاريخ لم يبدأ بظهور إبراهيم، بل بظهور الرب. ولأن أول صوت سُمِعَ فيه لم يكن صوت إبراهيم، بل صوت الرب. ولا يمكن أن يكون لتاريخ أي إنسان قيمة إلا إذا بدأ بظهور الله. فقد دعا الله إبراهيم للخروج، وكانت دعوة إلهية فعالة. وهوذا الله يُقدِّم الدعوة عينها إلى كل نفس بعيدة وضالة عنه الآن. وكل نفس وصلت إليها الدعوة، ولم تقبل صوت الرب، ولم تُلَبِّ هذه الدعوة، فلا يُعتبر لها تاريخ في الوجود. فقد يعيش الإنسان عشرات السنين، فيها يتمتع بكل أنواع مسرات الحياة، ولكنه لا يزال الإنسان المسكين الشقي، ما لم يقبل بالإيمان دعوة الله، ويُحبّها ويُطعها.

حسب الظاهر كأن إبراهيم قد خسر أرضه وبيت أبيه وعشيرته، والتمتع بالوجود في الوسط الذي كان عائشًا فيه ( تك 12: 1 ). ولكن إذا أخذ الله شيئًا فهو يُعطي بدله ما هو أحسن وأثمن منه. وما الذي يخسره الإنسان الخاطئ الراجع إلى الله؟ وما هي خسارة الذي يترك العالم بما فيه؟ هل هناك أية خسارة؟ كلا. والإيمان يعتبر ذلك ربحًا عظيمًا، بل وكل الربح. لذا يقول الرسول بولس، صاحب الامتيازات الكبيرة: «لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي» ( في 3: 7 -10). وأيهما أفضل؟ امتيازات الشرف في العالم والتمتع بكل ما فيه، أم التمتع بالمسيح والوجود فيه إلى الأبد؟

قصد بطرس مرة أن يفتخر، فقال للرب: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ»، وظن أنه ضحى كثيرًا لأجل الرب. ولكن المسيح أجابه: «لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ ... لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ ... وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ» ( مر 10: 28 -30). قد يعز على الشاب ترك أصدقاءه في الشر، ولكني أقول لمثل هذا الشاب إنك إن تركت زميلاً في الشر، فستجد رفقاء كثيرين في الإيمان.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net