الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بولس ووثُقهِ وشدائدهِ
«الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ ... إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي» ( أعمال 20: 23 )
إن المحبة الشديدة، والغيرة المتقدة في قلب الرسول بولس، من نحو إخوته اليهود، هما اللتان سببتا له السجن. فبالرغم من أنه قد أُرسل إلى الأمم ( أع 22: 21 أع 20: 22 -9)، إلا أنه زار أورشليم عدة مرات. وأثناء رحلته الأخيرة للمدينة، تحذَّر من أن وثقًا وشدائد تنتظره هناك ( رو 14: 4 ، 23؛21: 4، 10-14). وإلى الآن، لا يزال دارسو الكتاب المقدس، يُجادلون في مسألة ذهاب الرسول بولس في رحلته الأخيرة إلى أورشليم؛ أَكانت صحيحة في وقتها أم لا؟ وما الذي كان يتوقعه بعدما تَحَذَّرَ بوضوح من الذهاب؟ ولكن «مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ» (رو14: 4).

وهناك مثال آخر من المكتوب يُساعدنا في فهم المسألة. فقبل ذلك بسنوات عديدة، كان لداود رغبة صادقة مقدَّسة وحسنة، أن يبنى الهيكل للرب. لكن الرب قال: "كلا، بل ابنك سليمان هو الذى يبني لي البيت" ( 2صم 7: 2 -13). لو كان داود أصر على بناء الهيكل، لكان مخطئًا، بالرغم من أن رغبته كانت صحيحة فى حد ذاتها.

يجب علينا أن نخضع لمشيئة الله الكاملة تجاهنا. ونفس الأمر بالنسبة لنا اليوم؛ فإذا كانت لدينا رغبة أن نقوم بإرسالية فى بلد غريب، ولكن الرب قال: “لا”، فإنه يلزمنا أن نخضع. ومع أن العمل المُرسلي عمل عظيم جدًا، وهي رغبة مباركة جدًا، ولكننا نُخطئ إن ذهبنا ونحن نعصى إرادة الرب.

ولربما كان الرسول بولس على حق، فرغبته كانت أن يرى اليهود يخلُصون ( رو 9: 1 -3)، لكن الرب كان قد أرسله بعيدًا إلى الأمم. ومن الملاحظ فى سفر الأعمال، أنه عندما ذهب الرسول بولس إلى مدن أممية، وكرز بالإنجيل، فإن كلا من الأمم واليهود خلصوا ( أع 13: 42 ، 43؛ 14: 1؛ 17: 4)، غير أنه لما ذهب إلى أورشليم برغبة مُحدَّدة أن يصل بالإنجيل إلى شعبه، فإننا لا نقرأ حتى عن شخص واحد قد خلص.

كيفين كوارتيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net