الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعالوا أنتم
«اجْتَمَعَ الرُّسُلُ ... وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، كُلِّ مَا فَعَلُوا وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا» ( مرقس 6: 30 )
أمامنا لا حالة حزن وانكسار، بل فرح وانتصار. فالاثنا عشر جاءوا إلى الرب يسوع ليُخبروه بنجاحهم، كما أتى إليه تلاميذ المعمدان في وقت حزنهم وخسارتهم ( مت 14: 12 ). وقد كان الرب يسوع في الحالتين كافيًا بل يزيد لسد حاجات القلب. فهو الوحيد الذي يقدر أن يسد أعواز القلب المنسحق بالأحزان، كما أنه يستطيع أن يُجيب على رغبات القلب المُبتهج بالنجاح، لأنه يعرف كيف يضبط كلاً مِن القلبين، ويضعه في ميزان الاعتدال، ليتبارك اسمه الكريم إلى الأبد «فَقَالَ لَهُمْ: تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً» ( مر 6: 31 ).

يقودنا الوحي إلى نقطة يتجلى فيها مجد المسيح الأدبي ولمعانه الباهر، ليُخرِج محبة الذات من قلوبنا الضيقة. ونتعلَّم هنا أنه إذا جعلنا الرب يسوع مستودع أفكارنا ومشاعرنا، لا تكون هناك فرصة لأن تكون لدينا ثقة في الذات أو كبرياء أو احتقار للآخرين.

ما أعظم جمال وقوة تلك الكلمات: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ»! فلا يقول: “اذهبوا أنتم”، لأن هذا لا يفيدهم شيئًا. ما فائدة الانفراد في موضع خلاء لا يوجد فيه الرب يسوع؟! ومكان مثل هذا يزيدنا نشوفة ومحبة للذات. والنفس تُصبح محور التفكير والتعظيم. أما نحن فبالانفراد معه، نتعلَّم أجمل الدروس الأدبية: الاستناد عليه، الاهتمام بالجموع الجائعة، رؤية الإيمان، الشبع والفيض، الكرم والسخا، الاقتصاد والحكمة. ما أجمل الدروس التي نتعلَّمها من صحبة سَيِّدنا المعبود، الذي يتدفق قلبه بالعطف الوفير والإنعام الكثير! كل شيء فيه، وبدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا. نحن نقول: «مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ!» ( زك 9: 17 ). ومَنْ كان مهمومًا يستطيع أن يذهب إليه، ومَنْ كان مسرورًا يستطيع أن يأتي إليه. يُمكننا أن نأتي بكل شيء أمام الرب، فلا يصرفنا فارغين.

بنكرتن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net