الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المُهَان النفس
«حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ، وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي» ( إشعياء 49: 4 )
خرجوا عليه كلصٍ، وبصقوا عليه، وضربوه ولكموه ولطموه، وثمّنوه بثمنٍ العبيد، وفضَّلوا عليه باراباس، واستهزئوا به وعروه وغطوا وجهَه وسجدوا له سجودَ الاستهزاء، وأشياءُ أخر كثيرةً كانوا يقولونها عليه مجدفينِ، وأهانوه وكرهوه، وتسلطوا عليه، وظلموه وشتموه ونتفوا خديه، وأبغضوه بلا سبب، وعيَّروه، وتكلَّم فيه الجالسونَ في البابِ، وكان موضوع أغاني شرابي المسكرِ، ولم يُعاملوه برقةٍ، ولم يعزوه، وقبضوا عليه، وأوثقوه وجلدوه، وطلبوا أنْ يُصلب، ِوساقوه كشاةٍ للذبحَ، وفى النهايةِ مضوا بهِ إلى الصليبِ. ويا للاحتقار! ولكن يا لروعةِ هذا الشخصِ العظيمِ الفريدِ في رد فعلهِ على احتقار الناس له: (1) يخضعُ للمشيئةِ الإلهيةِ بكلِّ ما فيها من آلامٍ واحتقار، ويقدمُ الحَمد والشكرَ دائمًا للآبِ طالما كانت هذه هي المسرةُ أمامه ( مت 11: 25 ، 26). (2) يُسلّمُ لمْن يقضى بعدلٍ، ولم يُهددْ ولم يردِ الإهانةَ والاحتقار، بل كانَ يتذللُ ويطلبُ المعونةِ من الآب ( 1بط 2: 23 لو 23: 34 ). (3) يفترضَ عدمَ المعرفةٌ، ويلتمس الأعذارَ للذين احتقروه وأهانوه، بلْ طلبَ لهم الغفرانَ ( أع 10: 38 ). (4) يستمر في صنعِ الخيرِ، وشفاءِ جميعِ المتسلطِ عليهم إبليسُ ( إش 49: 4 ). (5) يعرفُ أنَّ حقَه عند إلهِه (إش49: 4)، ولقد شجعه هذا على الصبر والاحتمال وانتظار المجازاةِ من عند إلهِه.

عزيزي: هل يوجد فى حياتِنا أناسٌ كل ما يفعلونه معنا، هو الاحتقار والإهانةُ وعدمُ التقديرِ؟ ماذا نفعلُ؟ دعونا نخضعُ لما سمح به إلهُنا لنا، بل ونقدمُ له الشكرَ والحمدَ، ونسلمَ له كلَّ الأمورِ، ونطلبُ منه المعونةَ والصبرَ والاحتمال، وعندما نفعلُ هذا نستطيعُ أنْ نغفرُ ونستمرَ في صُنع الخيرِ وإظهارِ المحبةِ معَ كلِّ مَنْ احتقرنا، وننتظر المجازاةَ مِن الله الذي حقنا عنَده، وبهذا نكونُ قد تمثلنا بهذا السَيِّد العظيمِ الذي تركَ لنا مثالاً لكي نتبعَ خطواتِه ( 1بط 2: 21 ).

يوسف إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net