الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 1 مارس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ملجأ وقوة
«اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا» ( مزمور 46: 1 )
نبويًا، يُشير هذا المزمور الجميل إلى البقية التقية في موقف عصيب للغاية. وذلك عندما تحدق جيوش الأمم بأورشليم، بغية تدميرها تمامًا ( زك 12: 2 1كو 10: 13 -14). وفي هذا الوقت، حين لا يُوجد أي ملجأ آخر، يصرخ اليهود الأمناء «اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ». ويا ليتنا نتعلَّم الدرس! فعندما تضغط علينا الظروف، ولا نلمح بارقة أمل في النجاة. وعندما تحيق بنا الحوادث، وكأن يدًا خفية تسوقها وتنسقها لتُوقِعنا في قبضة اليأس، ويبدو أنه ليس ثمة معين: يوجد دائمًا مَن هو على أهبة الاستعداد لمعونتنا. والإيمان هو الذي يراه، ويهتف: «اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ». فدائمًا يوجد منفذ (1كو10: 13)، لأن الله هو ملجأنا. وليس هو ملجأنا فحسب، ولكنه أيضًا قوَّتنا.

إن طرقه معنا قد تستعصي على التفسير، ولكن الإيمان يستقبل مَدَدَهُ في كل الظروف والأحوال؛ إنه إله المحبة، وعيناه لا تتحولان عن البار. إنه ملجأ لنا، وأيضًا قوتنا؛ قوتنا اللازمة لمواصلة السير في طريق الإيمان.

والبعض يظنون أن السلوى في مثل هذه الظروف، هي في المسرات الأرضية والأفراح العالمية، ولكن ما أكثر وأشد أحزان العالم اليوم، مع وجود هذه المسرات المزعومة، حيث لا يوجد صديق واحد حقيقي. ولكن لنا نحن معشر المؤمنين، فإن الله ملجأنا، هو ذاته قوتنا. والإيمان يعرف أن طرقه معنا كاملة، فحاشا لأبينا السماوي أن يرتكب أخطاء. ألا نضع إذًا أيادينا الضعيفة في يده القديرة؟ ونقول في كل الظروف، مع الإنسان الفريد الكامل الذي عاش هنا على الأرض: «نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ» ( مت 11: 26 ). وحين نقبل مشيئته في حياتنا اليومية، حينئذٍ يكون بمقدورنا أن نقول: «اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ».

كلاس روت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net