الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 2 مارس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الغني ولعازر
«أَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ» ( لوقا 16: 24 )
يا له من تغيير للأوضاع سيكون في العالم الآخر! ولقد أعطى الرب مثالاً لهذا في قصة الغَنِيّ ولِعَازَر. فبينما كان جاره المسكين قريبًا من بابه، فقد استخدم الغَني ما أعطاه له الله لنفسه فقط، وعاش مترفًا مُحِبًّا لذاته. لكن شيئًا واحدًا حدث للاثنين، الغني والفقير، هو “الموت”. ترى هل نحن مستعدون لذلك الزائر الذي مرات كثيرة يدخل دون أن يطرق الباب؟

وهذه القصة التي نطق بها الذي لا يُمْكِن أن يكذب تثبت أن تاريخنا لا ينتهي بالموت. فهناك صفحة أخرى نهائية سَمَحَ الرب لنا أن نقرأ بعض سطورها. ماذا نكتشف في تلك الصفحة، عما وراء الموت، مما يرتعد منه الكثيرون، ويسألون بشأنه أسئلة كثيرة؟ لقد قال الغني لأبينا إبراهيم: «يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللَّهِيبِ» (ع24). ولماذا اختص الغني لسانه بالذات؟ الإجابة لأن اللسان «مَمْلُّوٌ سُمًّا مُمِيتًا» ( يع 3: 8 )، فما أكثر الخطايا التي استخدم الإنسان فيها لسانه! ثم إن اللسان هو أيضًا أداة الاعتراف بالمُخَلِّص، والشهادة له، وهو ما لم يحدث من هذا الغني.

وأما الإجابة عما وراء القبر، وماذا بعد الموت، فهو ببساطة أن هناك مكانًا “للعزاء”، وهناك أيضًا مكان “للعذاب”. وفي ذلك اليوم سيكون من المُتَعَذَّر الانتقال من مكان إلى مكان، بل هناك «هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ» (ع26). مما يعني أن الموت سَيُثَبِّت، وإلى الأبد، الحال الذي سيكون فيه الإنسان، وأنه سيكون الوقت متأخرًا أن نؤمن أو أن يُكْرَز بالإنجيل. لذلك فإننا نكرِّر هنا كلمات الوحي المقدس: «هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» ( 2كو 6: 2 ). كما أنني أناشد أصحاب البِدع والهرطقات، ومَن يمشون في رِكابهم مِن الذين ينكرون أبدية عذاب الأشرار: أنتم تلعبون بالنار الأبدية، وتقامرون مقامرة خاسرة بأرواحكم الخالدة، فاحذورا مما أنتم فاعلون!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net