الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 مارس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فتشوا الكتب
«فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً» ( يوحنا 5: 39 )
الكلمة اليونانية المُترجمة “فَتِّشُوا” تعني البحث الجاد، والتنقيب باجتهاد، والفحص بتدقيق وحرص، كما يُقلّب الفلاح قشرة الأرض، أو يفعل حفاروا المناجم بحثًا عن الذهب. فينبغي أن لا نقنع بقراءة سطحية لفصل أو فصلين من الكتاب، بل بسراج الروح القدس، وبكل صبر وتدقيق، نستخرج المعاني المخبوءة في الكلمة. إن الكتاب المقدس غني بالكنوز المخبوءة، ويحتاج القارئ المؤمن إلى التنقيب عنها، كما يفعل عامل المنجم الدؤوب. وما أوفر المحصول الذي يجمعه دارس الكتاب، الصابر المُثابر! نعم، في الكتاب لبن صافي عديم الغش للأطفال، وفيه أيضًا طعام قوي للبالغين. ومعلمو اليهود قالوا قديمًا: “إن جبالاً من الحقائق مُعلَّقة على كل كلمة فيه”، و“ترتليان” قال: “إني أخشع أمام ملء الكلمة”.

إن مَن يقرأ الكتاب لمجرد تصفحه لا يستفيد منه شيئًا، بل لكي نستفيد يتطلب الأمر أن نُقلّب طبقاته، ونعمق التنقيب فيها، حتى نستخرج مخبوء الكنوز. إنها كلمة الله، وعليها ختم الله، وليس من شأنها أن تُعامل بإهمال أو باستخفاف، لأن مَن يستخف بها يستخف بالله قائلها.

والكلمة لا بد أن تُجْزى بكيل مَهزُوز مُلَبَّد. لأن الله عندما يدعونا لأن نفتش الكلمة لا يدعونا لكي نُذري جبلاً من التبن لنستخلص منه حَبَّة حنطة من هنا، وحَبَّة من هناك. كلا، بل إن الكلمة هي أهراء غَلَّة غنية مخزونة، لشبع المشتاقين إليها.

ولا توجد تجارة أربح من تجارة الكلمة. ولا توجد بضاعة أجود وأثمن من الكلمة. إن الكلمة هي التي تُعلن لنا “الرب يسوع المسيح”، الذي قال عنها: «وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي» ( يو 5: 39 ). وإذا كان كل مَن يجد يسوع المسيح، يجد الحياة والسماء ورضا الله، فهل هناك من الدوافع على قراءة ودراسة الكلمة بتدقيق أكثر من هذا الدافع؟ وسعيد هو الشخص الذي وهو يُفتش الكلمة الحَيَّة، يتلاقى على صفحاتها مع الكلمة الحي.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net