كل سبعة سبوت سنين، أي في السنة الخمسين، كان يُطلق بوق الهتاف في كل إسرائيل مُعلنًا “اليُوبِيل”، والذي فيه يُرَدّ كل شيء إلى أصله. ونلاحظ هنا، أنَّه لا تُشترى أرض، كما لا يُباع بيت أو يُستأجر عبد، بدون النظر إلى اليوبيل الآتي. كان يجب أن يضع الناس في بالهم دائمًا، أن كل اتفاق إنَّما إلى فترة محدودة.
أ ليس صوت البوق هذا الذي كان ينتظره كل إسرائيل، ولا سيما الذين كانت ظروفهم صعبة، يذكِّرنا أيضًا بالبوق الأخير، الذي معه سينزل الربّ يسوع من السماء ليجمع الذين له؟ ( 1كو 15: 52 ؛ 1تس4: 16). نعم، ليتنا لا ننسى أنَّ الربّ يسوع آتٍ سريعًا، وليتنا نُعطـي الأشياء الأرضيَّة قيمتها الحقيقية، باعتبار مدتها المحدودة؛ وليتنا نُثبِّت قلوبنا على الأشياء التي لا تُرى لأنها أبدية ( 2كو 4: 18 )!
«لأَنَّ لِيَ الأَرْضَ وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي» (ع23)؛ ونحن كأولاد الله على الأرض، أقل تملُّكًا للأرض من إسرائيل. فلا شيء لنا حقًا فيها، حتَّى حياتنا. ليتنا نحفظ هذا في أذهاننا، فتقلّ النزاعات في عائلاتنا. إن كنوزنا وثرواتنا الحقيقية، هي في السماء وليست على الأرض ( مت 6: 19 -21). هناك ميراثنا الذي لا يفنى ولا يتدنَّس ولا يضمحل، والمحفوظ في السماوات لأجلنا ( 1بط 1: 4 ).
عندما يُضرَب بوق العتق، يستردّ العبد حريته، والفقير مُلكِه، والعائلات اتِّحادها، وكل ميراث يرجع إلى صاحبه الأصلي. إنَّه وقت ردّ كل شيء، وفرح عام وابتهاج شامل، يصوِّر لنا الفرح الذي سيكون لإسرائيل مستقبلاً ولكل العالم، عندما يُقيَّد الشيطـان وتُعتَق الخليقة من العبوديَّة. وإنَّنا نتخيل بصعوبة، مثل هذا الزمن: لا سجون، ولا شرطـة، لكن كل حقوق الملكية مُعترف بها، وكل واحد يحترم حقوق الآخرين. فلن يوجد غرباء أو فقراء في ذلك الزمن السعيد. فكل واحد سيشارك في بركة الملكوت.