الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 مارس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سبيل الصدِّيقين وطريق الأشرار
«أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِق، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ. أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَكَالظَّلاَمِ. لاَ يَعْلَمُونَ مَا يَعْثُرُونَ بِهِ»
( أمثال 4: 18 ، 19)

هناك فارق عظيم بين سبيل الصديقين، وبين طريق الأشرار. فإن سبيل الصديقين يقود إلى تلك المدينة التي ينيرها مجد الله، والحَمَل سراجها، وهي تلمع أكثر فأكثر، لأن النور الأصيل الذي يصدر من تلك المدينة السعيدة يزيدها عظمة. أجل، إن ثقل مجد أبدي يلاقينا عند نهاية الطريق.

ولكن ما أعظم المباينة حينما نتأمل طريق الأثمة! فإن سبيلهم تقع على حافة حفرة الويل الأبدي، تلفها الظلمة الدامسة، ودخان بئر الهاوية يحجب ضوء الطبيعة ونور الإعلان الإلهي على السواء. وهكذا يتعثر الناس عميانًا، وهم لا يدرون ما الذي يعثرهم، والعاقبة نحن نعرفها جيدًا؛ طرد أبدي من حضرة الله.

أما وعلى النفس أن تختار أي الطريقين، فإن في تحريض الحكيم، خير هاد ومرشد «لاَ تَدْخُلْ فِي سَبِيلِ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَسِرْ فِي طَرِيقِ الأَثَمَةِ. تَنَكَّبْ عَنْهُ. لاَ تَمُرَّ بِهِ. حِدْ عَنْهُ وَاعْبُرْ» ( أم 4: 14 ، 15).

ويبدأ إشراق النور في النفس بنوال الحياة الجديدة. وشيئًا فشيئًا، تتبدد ظلمة الشكوك والمخاوف وقصر الإدراك، التي تكون في بدء حياة الإيمان، ويزداد أكثر فأكثر لمعان النور في النفس أمام الله (من الداخل)، وفي السلوك والحياة أمام الناس (من الخارج)، إلى النهار الكامل، إلى الحالة التي فيها تتحرَّر النفس من كل ظلمة، إلى أن يأتي النهار الكامل الأبدي، النهار الذي بلا ليل، في مجيء ربنا يسوع، وأخذنا إليه.

أما الأشرار، فإن الظلمة تكتنفهم، لأنهم “ظلمة” ( أف 5: 8 )، ويعيشون في الظلمة ( يو 12: 35 )، وأقدامهم تتخبط فيها، إلى أن يُطرَحوا أخيرًا، وإلى الأبد، إلى «الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ» حيث «هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ» ( مت 8: 12 ؛ لو13: 28).

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net