الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 28 مارس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قوة الرجال، وقوة الله!
«كَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» ( تكوين 39: 9 )
تعرَّض يوسف، وهو في عنفوان الشباب، لأقسى ما يتعرَّض له الشباب من تجربة، وهي تجربة الإغراء. وكم فعل هذا السهم المُلتهب في الشباب والشيوخ على حد سواء، حين تراخوا وتساهلوا مع الخطية، فسقطوا في التجربة! وهل ننسى ما فعله هذا السهم في داود؟ أمَّا يوسف، ذلك الشاب النبيل الأمين، فوقف منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام ليكون قائدًا لمَن تعرَّضوا بصورة أو بأخرى لهذه التجربة وانتصروا عليها. وهل يُنسى دانيآل وانتصاره أيضًا؟!

في كل جيل وعصر يوجد وجهان للتجربة التي يتعرَّض لها الإنسان من قِبَل الشيطان. هذان الوجهان هما: الوعيد والوعد، أو الرهبة والرغبة، أو الاضطهاد والإغراء. والشيطان يتشكل طبقًا لهذين الوجهين. فتارة يأتي كالأسد ويزأر بالوعيد، وتارة أُخرى كالحيَّة ليخدع بالوعد. على أن يوسف تعرَّض للوجهين. في الأول كان كالصخر ولم يتحطم أمام بغضة الإخوة والأحباء والظلم والافتراء؛ وفي الثاني كان كالحديد ولم ينحنِ أمام غواية الحيَّة وتكرار التجربة.

في مسألة المُعاناة ومواجهة التجربة، والتعرُّض لعدم العدالة وللظُّلم والإغراء، القوة وحدها لا تستطيع أن تجعلنا ننتصر. فقوة الرجال لا تصمد أمام هذه الأنواع من التجارب. ولكن الاستناد على النعمة، والاتكال على الله في الصلاة، هما اللذان يجلبان لنا قوة الله. وما أبعد الفارق بين قوة أقوى الرجال؛ شمشون، وبين قوة الله! إنَّ قوة الله وحدها هي القادرة على أن ترفعنا وسط الظروف المُتقلِّبة، وتمكِّننا من أن نهرب، إذا ما اقتضى الأمر، من أمام التجربة. دائمًا وأبدًا الحياة مع الله هي الطريق الصحيح للنجاح مهما تشعَّبَت الطرق، وتغيَّرت الظروف، وتبدَّلت الأحـوال، وعُرضت الشهوات «مَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ ... مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ» ( تك 49: 23 ، 24).

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net