الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 مارس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كله مشتهياتٌ
«حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» ( نشيد 5: 16 )
كان المسيح جميلاً في اتضاعه. لقد كان هو الوحيد الذي له حق اختيار كيف وأين يُولد في هذا العالم، ولكنه اختار أن يولد بين الفقراء. وكم كان وديعًا ومتواضعًا! قال:«أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُمُ». وقد غسل أرجل تلاميذه، وإذ شُتم لم يشتم عوضًا. كان كشاةٍ تُساق إلى الذبح، وكنعجةٍ صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه.

ولكن جماله يبدو أروع ما يكون في طريقه مع الخطاة. كم هو لطيف، ولكن كم هو أمين في الوقت نفسه! أتى إليه نيقوديموس الرئيس المُعتد بمركزه، ولكنه لم يخرج من لدُنه إلا وقد عرف جهله بأول خطوة في طريق الملكوت، على أنه لم يسمع كلمة قاسية ولا لفظًا جارحًا. اتبعوه إلى بئر يعقوب، واسمعوا حديثه مع المرأة السامرية، كيف شرح لها أعمق الحقائق بكل أناة، وكيف قادها بكل لطف وبكل محبة إلى اكتشاف داء الخطية الذي دمّر نفسها! وفي غمرة آلامه على الصليب، استطاع أن يسمع استغاثة اللص الملهوف، وكما يرجع القواد الظافرون من حروبهم في البلاد البعيدة ومعهم أشهر أسراهم، اكتفى الرب يسوع بأن يرجع إلى السماء ومعه نفس لص قاتل.

نعم «كُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ». فكل عناصر الأخلاق الكاملة كانت فيه منسجمة في توازن جميل. فلُطفه لم يخالطه ضعف، وشجاعته لم تمتزج بالقسوة. تأملوه أمام رئيس الكهنة وأمام بيلاطس وأمام هيرودس. انظروا إليه مُكللاً بالشوك ومضروبًا على الوجه ومجلودًا ومُحتقرًا، وهو في كل ذلك لا يفقد هيبته وجلاله.

وإني أسأل الخطاة أن يتبعوه إلى ما هو أبعد من هذا، إلى هناك خارج أبواب أورشليم، وينظرونه مُسمرًا على الصليب، ويسمعونه يطلب من الآب الغفران لقاتليه، ويقول: «قَدْ أُكْمِلَ». لقد «حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» ( 1بط 2: 24 ). ومَن يؤمن به له حياة أبدية. إنه مخلِّصي وحبيبي، وحقًا «وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ»!

سكوفيلد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net