الأسنان تُشير إلى القدرة على فهم كلمة الله، والتغذي بها. إن اللبن هو طعام الأطفال الذين ليست لهم أسنان بها يمضغون “الطعام القوي”، ولكننا إذ ننمو في النعمة تصير لنا القدرة على تناول “طعام البالغين”، أعني التغذي بالمسيح نفسه. ويصوّر العريس أسنان عروسه بأنها «كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ»؛ أي “كقطيع الغنم المجزوزة”. والغنم أو الخراف، في كلمة الله تُشير دائمًا إلى المؤمنين الحقيقيين الذين صاروا «شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ» ( 2بط 1: 4 ). فإذا أردنا أن نتغذى بالمسيح وبالأطعمة الروحية التي أعدتها لنا نعمته في كلمته، فلا بد من أن تكون لنا طبيعة تستطيع أن تتغذى بهذه الأطعمة وأن تنمو بها.
ثم إن العريس يصوّر أسنان عروسه بأنها كَقَطِيعِ «الْجَزَائِزِ»؛ أي الغنم المجزوزة التي تنتج صوفًا لفائدة الآخرين، فطالما كنا نتغذى بالمسيح وبكلمته فلا بد أن تكون كلماتنا لمجد المسيح وبركة الآخرين.
ويصوِّر الرب أسنان العروس بأنها كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ «الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ»، ولا قيمة لكل أعمالنا وخدماتنا إذا لم تكن مقترنة بالغَسل؛ «غَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ» ( أف 5: 26 )، أي تنقيتنا من كل ما لا يوافق المسيح، أو لا يليق بنا كخاصته.
وأخيرًا تتميز هذه الخراف بالثمر الكثير «كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ»، أعني أن كل واحدة من هذه الخراف تلد توأمين؛ أي اثنين. وإذا كانت كل واحدة تلِد في كل مرة اثنين، فلا بد أن ينمو ويتزايد سريعًا عدد القطيع ازديادًا مُطردًا. وكم هو حسن وجميل في عيني الرب أن كل واحد منا نحن المؤمنين يأتي من حين لآخر بنفسين إلى المسيح. إنه ليس بحسب فكر الرب أن يكون أي واحد من المؤمنين عقيمًا بلا ثمر، لذلك يقول: «وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ».