في 1 أخبار 12: 30 نقرأ تعليقًا فريدًا بشأن هؤلاء الرجال الذين جاءوا ـــــ إلى داود ـــــ من أَفْرَايِم، فهؤلاء الرجال كانوا «جَبَابِرَةُ بَأْسٍ وَذَوُو اسْمٍ فِي بُيُوتِ آبَائِهِمْ»؛ وكانوا مرموقين في سبط يتميز بالتفاخر والغطرسة والكبرياء وكثرة العدد، لكنهم ضحوا بكل شيء، وتجمعوا حول داود.
وفي كثير من الأحوال، فإن أمثال هؤلاء الأشخاص المرموقين، لا تكون لهم رغبة قوية نحو المسيح ( 1كو 1: 26 -31). ومع ذلك، فإن البعض من أمثال هؤلاء قد اختبروا الخلاص. لقد كانت لهم فرصة لأن يكونوا أناسًا “مشهورين في العالم”، ولكنهم فضَّلوا أن يكونوا خدامًا مُخلصين فاعلين وفعالين للرب، مثل «مَنَايِنُ الَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ الرُّبْعِ» ( أع 13: 1 )، ومثل «أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ» ( رو 16: 23 ). وفي كورنثوس كان “كِرِيسْبُسُ” و“سُوسْتَانِيسَ” من رؤساء المجمع ( أع 18: 8 ، 17)، وكان لوقا طبيبًا يحظى بالاحترام ( لو 4: 23 ). كل واحد من هؤلاء الرجال الذين نالوا سمعة مرموقة، قد وضعوا تميّزهم لأجل الرب.
وبالطبع فإن مُوسَى تفوَّق في هذا المضمار ( عب 11: 24 -27). لقد استطاع أن يرفض الكثير من أمور النبلاء. ولقد كان حساب الرسول بولس للربح والخسارة يدعو للإعجاب، وأثبت به مهارته في كسب الربح ( في 3: 4 -11). فكل ربحه كان يُمكن تلخيصه في كلمة واحدة: “المسيح”. لقد اعتبر المسيح هو الربح الأعظم الأبدي، وأن كل ما عداه هو “نُفَايَةً”. وتُعبّر كلماته المتلألئة «الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي» عن عمق وعبق تكريسه بالمقارنة مع «كُلَّ شَيْءٍ» الذي حَسِبَهُ خسارة. فالحَسَب والنَسَب، الجنسية والثقافة، الشهرة والدين، والإنجازات الشخصية والنجاحات، هذه جميعها تخلَّى عنها الرسول كمواد للافتخار. لقد حسبها «نُفَايَةً» أو “قمامة (مهملات لا قيمة لها)” حتى يتسنى له أن يربح المسيح.