الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 إبريل 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آتي أيضًا
«إِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ » ( يوحنا 14: 3 )
إن شهوة قلب الرب، هي أن نكون معه بطول الأبدية، حيث يكون هو لنرى مجده، المجد الخاص به في الأعالي، كمن يحظى بمكانة خاصة في قلب الآب، والمجد المكتسب الذي مجَّده به الله عن يمينه في السماء مكافأة له، لأنه مجده على الأرض ( يو 13: 31 ، 32؛ 17: 4، 5). وعندئذ سندرك كيف أن الآب أحب الابن قبل إنشاء العالم.

وفي حديثه الوداعي مع تلاميذه، في الليلة التي أُسلم فيها، حين امتلأوا حزنًا لفراقه، أعطاهم وعدًا ثمينًا ليعزي قلوبهم ويطيب خاطرهم، قائلاً: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ» ( يو 14: 2 ، 3). وكم طَيَّبَ هذا الوعد قلوبًا تعيسة إلى يومنا هذا! ونلاحظ في هذا الوعد تكرار كلمة “أنا” و“أنتم”، وهذا يدل على أن المحبة ربطت قلبه وقلوبهم معًا.

إنه لم يَقُل “أُرسل فآخذكم”، كلا. هذا لا يشبعه، بل يقول: «أَنَا آتِي». هذه هي محبته التي تجعله يأتي بنفسه، فالمحبة تُقدِّر محبوبها، فلو أنه قال لتلاميذه إنه سيرسل ملائكته ليأخذهم إليه، لما سطعت محبته، ولا ظهرت قيمتهم في عينيه.

لكن إلى أين هو ذاهب؟ هو ذاهب إلى بيت الآب في الأعالي، إلى الوجود في محضره البهيج والمجيد. هو ذاهب إلى البيت الرحيب، لكنه يقول: إني سآخُذُكُمْ إِلَيَّ، وليس فقط إلى البيت. فهو مركز عواطف قديسيه. وقد يكون البيت غريبًا علينا، أما هو فمألوف لنا إذ قد عرفناه وارتبطنا به من هنا، وهو سيحضرنا لنفسه باعتبارنا العروس. ويقول أيضًا: «حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا». نعم، سنكون في نفس المجد معه بطول الأبدية، ولن نفترق عنه لحظة، ولو أنه سيكون لكل واحد تمتعه الخاص، مع أن للجميع ذات المركز والمقام في قلب المسيح، وفي البيت ذي المنازل الكثيرة، الذي أعددته محبة العريس الإلهي للعروس المفدية، فيا للمجد! ويا للنعمة!

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net