أصحاح أمثال 5 ينقسم إلى قسمين: الأول (ع1-14)، وفيه يُحذِّر الحكيم من الخطايا الجنسية. ويحذرنا في ع3، 4 من أن هذه الخطية تبدو من الخارج جذابة، وبعد الوقوع فيها نكتشف مدى قبحها. تبدو في البداية حلوة، ولكنها في النهاية تُذيقنا مرارة العلقم. ويؤكد الحكيم أن هذه الخطية مآلها الموت الزمني ( أم 2: 16 -22)، والأبدي ( أم 5: 5 )، كما وتتضمن أذى رهيبًا للنفس ( أم 6: 24 -35)، إذ تُعرِّضها لأخطار مُميته (7: 6-27)، كشخص يسقط في بئر بلا قرار (22: 14؛ 23: 26-28). نعم إن العصاة في هذه الخطية بالذات، سرعان ما يصبحون قتلى عصيانهم! وهذا الفصل يؤكد لنا أن الخطية تُضَيِّع: (1) الجمال (ع9). (2) القوة (ع10). (3) الصحة (ع11). (4) الحياة (ع22، 23).
والأعداد 8-13 تتضمَّن وصفًا لبؤس الشخص الذي سمح لنفسه أن يتنكب طريق “المرأة الأجنبية”، إذ إنه يُعطي سنينه للقاسي (ع9). كثيرون أعطوا عمرهم كله للشيطان، فهل توّد ـــــ أيها العزيز ـــــ أن تقبع تحت سيادته عليك؟ المشكلة الكبرى أن عاداتنا ممكن أن تصبح سجنًا أبديًا لنا «الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ» (ع22)، ولا مُحرِّر من هذه الحالة التَعِسة إلا المسيح. الذي قال: «فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» ( يو 8: 36 ؛ مز146: 7).
وأما القسم الثاني من الأصحاح (ع15-23) فهو يُركِّز على الأمانة الزوجية. ويصف وصفًا بلاغيًا راقيًا العلاقات بين الرجل الواحد والمرأة الواحدة. ولكن لنا في العهد الجديد وصفًا أكثر سموًا لتلك العلاقة، من حيث محبة الرجل للمرأة، وخضوع المرأة للرجل، تشبُّهًا بعلاقة المسيح بالكنيسة.