الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 1 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عند قدميهِ
«أَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا» ( يوحنا 12: 3 )
في إنجيل يوحنا 12، 13 نجد روايتين متميزتين؛ في يوحنا 12: 1-9 يَصِف مريم وهي عند قدمي يسوع، وفي يوحنا 13: 1-7 يصف يسوع عند أقدام تلاميذه.

ويحلو لنا في هاتين الروايتين، أن نرى بعض المقارنات الدقيقة. فقد أحضرت مريم «مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ»؛ أحضرته لقدمي مُخلِّصها. بينما أحضر الرب يسوع ماءً لغسل أقدام تلاميذه. كانت المحبة التي ملأت قلب مريم تجاه الرب، هي التي أتت بها عند قدميه، كما كانت محبة الرب الشديدة نحو تلاميذه، هي التي قادته إلى أقدامهم. ثم رأينا اعتراض يهوذا الإسخريوطي على العمل الذي قامت به مريم، وكذلك اعتراض بطرس على ما قام به الرب. ولكنهما نالا التوبيخ من الرب. كان اعتراض يهوذا نابعًا من عدم مبالاته بالرب، واستهانته بأمور مجده، بينما كان بطرس بخلاف ذلك، فقد تراجع عن كلامه عندما عرف فكر الرب، لأنه كان يُحبّ الرب فعلاً. كذلك فإن مريم استخدمت شعرها لمسح قدمي مُخلِّصها، واستخدم الرب منشفة لمسح أرجل تلاميذه.

وإذا نظرنا إلى نتائج ذلك العمل، فإن ما قامت به مريم جعل رائحة الطيب تملأ البيت وتُعطِّره، أما ما قام به الرب فقد غسَّلهم مما علق بهم من أدناس الطريق. ولا شك فإن مثل هذه الأعمال تتم بالطابع الرمزي، ذلك لأن دهن قدمي الرب يُصوّر ما يُقدّمه المؤمن من ذبيحة التكريس والتقوى للرب، أما غسل أرجل التلاميذ فيُصوّر تطهير سلوك المؤمن اليومي. وكلا العملين أيضًا يتطلع إلى المستقبل، فمسح قدمي الرب كان يتطلع إلى يوم تكفينه ( يو 12: 7 )، أما غسل أقدام التلاميذ فيتطلع إلى تسديد أعوازهم بعد رحيل الرب عنهم.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net