الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المجدلية والنمو الروحي
«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ» ( يوحنا 20: 17 )
في حياة مريم المجدلية، نرى النموذج المشرِّف لحياة النمو الروحي. فالبداية كانت أثناء خدمة الرب في الجليل، عندما أخرج منها سبعة شياطين. ومن تلك اللحظة، لازمته وتبعته ولم تفارقه، بل وأيضًا، كانت تخدمه من مالها الخاص ( لو 8: 1 -3).

وعند الصليب، نراها ضمن الواقفات هناك ( يو 19: 25 ). وفي أول الأسبوع، يوم قيامة الرب، تغلبت مشاعرها الجياشة تجاه الرب، على كل الظروف التي حولها، فذهبت إلى القبر والظلام باق، وعندما رأت الحجر مرفوعًا عن القبر رجعت راكضةً إلى بطرس ويوحنا وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ ... فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ» ( يو 20: 1 -3)، وعندما رأيا القبر الفارغ، آمنا، لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أن الرب ينبغي أن يقوم من الأموات، وعند هذه النقطة نراهما يذهبان إلى موضعهما أي إلى البيت، فهما يمثلان حالة مؤمن أدرك عمل المسيح وموته وقيامته، لكن غلبت على اهتماماته المصالح الأخرى. أما في حالة مريم، فنرى المؤمن البسيط في الإدراك والمعرفة الكتابية الضئيلة، لكنها ظلت واقفة عند القبر تبكي، باحثة عن الرب. والرب يقدر تلك المشاعر، وهكذا أكرمها الرب؛ فنالت شرف أن تكون أول مَن يظهر له الرب ( مر 16: 9 )، لتنال منه أسمى الإعلانات، أنه لا بد أن يصعد إلى أبيه، وأن حضوره لن يكون يهوديًا كالمسيا بينهم بالجسد، وأن التلاميذ صاروا إخوته، ولهم ذات المكانة والِنسبة التي له عند إلهه وأبيه. وهكذا انفتح أمامها كل مجد الإنسان الجديد، بفضل موت الرب وقيامته. وهذا التعليم، هو محور تعليم رسالة أفسس؛ رسالة السماويات. لقد شعرت مريم بجميل الرب عليها، عندما حرَّرها من قيود الشياطين السبعة، فلازمَتهُ حتى الصليب، لم تُدرك تعليم القيامة، لكنها بحثت عن معبود قلبها فرأته، ونالت تعليم السماويات.

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net