الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 مايو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحُلَّة الأولَى
«فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ» ( لوقا 15: 22 )
إني أتجاسر على القول؛ بإنه لو لم يخطئ ذلك الابن، لَمَا حصل على تلك الحُلَّة الممتازة، بل كان يلبس حُلَّة اعتيادية، لأنه «حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا» ( رو 5: 20 ). ولسنا نقصد أننا كلما ازددنا شرًا، كلما ازدادت نعمة الله لنا وفينا. لا يزعَم أحد «أَنَّنَا نَقُولُ: لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ» ( رو 3: 8 )، أو «نَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ». حَاشَا! «نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟» ( رو 6: 2 ). إنما غرضنا أن نبيِّن أن إثم الإنسان وسقوطه قد بيَّنَا بر الله الكامل، وأعلَنَا محبته الأزلية المُطلقة. فلو لم يسقط آدم لبقيَ مُتمتعًا بالحياة العجيبة في جنة عَدن، ولكن سقوطه أعطى الفرصة لإظهار محبة الله العجيبة من نحو الإنسان، حتى بذل ابنه الوحيد من أجله، وأعطاه حياة تفوق حياة آدم في الجنة، وهذه الحياة هي في ابنه الحبيب ربنا يسوع المسيح. فعوضًا عن الخلود في الجنة الأرضية، قد أعطانا الله خلودًا أبديًا في سماء المجد، ولا يسَعنا الآن أن نعدد البركات الكثيرة التي منحها الله للإنسان الساقط، فقد باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح ( أف 1: 3 )، «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» ( 1كو 2: 9 ).

لم يكتفِ الأب بأن خلع عن ابنه تلك الثياب الرثّة القذرة وألبسه تلك الْحُلَّةَ الأُولَى، بل أمر عبيده أيضًا أن يجعلوا “خَاتَمًا فِي يَدِهِ”. فكأنه من سمو محبته لذلك الابن تاقت نفسه أن يراه جميلاً مزينًا بذلك الخاتم، الذي هو علامة العهد الأبدي الذي لا يتغير. وإننا نرى في ذلك الخاتم عربونًا لذلك المجد الأبدي والميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل. فلم يكتفِ الله بأن كسانا ثوب البر الذي نسجه الرب لنا فوق الصليب، ولكنه أعطانا عربون المجد الأبدي «إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا» ( أف 1: 13 ، 14).

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net