من ضمن الألقاب التي لُقب بها سيدنا ـــــ تبارك اسمه ـــــ “الْغُصْنُ”. ولُقِّبَ المسيح بهذا اللقب سبع مرات ( إش 4: 2 ؛ 11: 1؛ 53: 2؛ إر23: 5؛ 33: 15؛ زك3: 8؛ 6: 12؛ بالإضافة إلى متى2: 23). والروح القدس من خلال المرات السبع، سبق فشهد لشخصه وآلامه والأمجاد التي بعدها.
(1) في شخصه: هو الغصن الذي نبت من أصول يسى «الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ» ( رو 1: 3 ). وقد حل عليه روح الرب في كامل قوته «وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ» ( إش 11: 1 ، 3). والجدير بالذكر أن كلمة “وَلَذَّتُه” هى ذات الكلمة “تنسم” ( تك 8: 21 ). أي أن رائحة المسيح وعطره، كان مخافة الرب.
(2) في آلامه: يشهد الروح القدس عن الآلام التي للمسيح في إشعياء 53 سواء في حياته، فقد كان رجل أوجاع ومختبر الحزن، وفي موته إذ جعل الله نفس المسيح ذبيحة إثم، فسُر بأن يسحقه بالحزن. والعجيب أنه في ذات الأصحاح يشهد عنه أنه الغصن «نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ» ( إش 53: 2 ).
(3) في أمجاده: «أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ( لو 24: 26 ). لقد حمل المسيح الصليب، ولا بد أيضًا أن يحمل الجلال، ويجلس ويتسلط على كرسيه، فهو الرجل المستحق لهذا «هُوَذَا الرَّجُلُ الْغُصْنُ اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى كُرْسِيِّهِ» ( زك 6: 12 ، 13). هذه هي كلمة الرب الصالحة التي تكلَّم بها عن ملكه كغصن البر الذي يملك، وينجح، ويجري عدلاً في الأرض ( إر 23: 5 ؛ 33: 15، إش4: 2).