الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 يوليو 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تجارب الإيمان
«وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا ... وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ» (عرانيين11: 36-38)
الإيمان ليس له فقط أعمال وانتصارات عظيمة، ولكن له أيضًا تجارب عظيمة وآلام وميتات قاسية. وفي عبرانيين11: 36-38 يُعدّد الرسول، ليس الأشخاص الذين تألموا، بل الآلام التي احتملها الإيمان. فعلى رجاء القيامة الأفضل، احتمل يهود أمناء ـــــ في أيام المكابيين ـــــ عذابات لا حد لها. وآخرون قاسوا بالإيمان جلدات وسجونًا وشدائد وحرمانًا وجوعًا وعُريًا وألمًا دائمًا وموتًا. فالبعض، مثل زكريا، رُجموا. والبعض، كما يقول التقليد عن إشعياء، نُشِرُوا. وآخرون، كالأنبياء في أيام إيزابل، قُتُلوا بالسيف. والكل عاشوا وتألموا بالإيمان ناظرين ومُتطلعين إلى العصر الذهبي الذي فيه يجيء الرب لإقامة مُلكِهِ وإعلان مجده. وهكذا ربط الله أبناء العهد القديم بتلاميذ الرب يسوع، حتى لا ينال الآباء رجاءهم قبل أن ننال نحن أيضًا التبني الكامل. وهكذا أُعطيَت لنا هذه الأمثلة اللامعة لتشجيع إيماننا.

إن الإيمان يعمل ويتألم، وهو دائمًا متحرك ونشيط. هو عدتنا وغلبتنا؛ فباحتمال الآلام نُمجّد الله كما بالعمل، لأن في احتمال الآلام لا يبرز سوى الإيمان الذي يتمسك بالمواعيد، ويستريح على صدر الله في هدوء واتضاع المحبة. والآلام هي إكليل شرف يضعه الله على رأس قديسيه. فإن لهم قد أُعطيَ أن يتألموا مع المسيح ولأجله. والواقع أن حياة بلا ضيق، وبلا إنكار ذات؛ حياة بلا صليب، لا يُنتظر أن تكون هي الحياة السابقة لحياة الإكليل. فيا ليت المؤمنين المُجرَّبين لا ينسون أنهم كرماء في عيني الله. فإن المحتقرين من العالم هم عادة شرفاء الله المختارون، الذين ليس العالم مستحقًا لهم.

إذًا فتمسك بإيمانك، مُصغيًا لكلمة الله، سامعًا لدعوته، مُتكلاً على مواعيده. إن القديسين القدماء كانوا يتطلعون للقيامة الأفضل، وإذ كانت لهم نعمة في قلوبهم، أظهروها في حياتهم وآلامهم وموتهم، حتى أنهم نالوا صيتًا حسنًا، وهم الآن منتظرون مع المسيح حتى تأتي النهاية.

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net