من المفيد أن نلاحظ أن كلمتي «الْقَادِرُ أَنْ» تتكرَّران ثلاث مرات في ثلاث تسبيحات واردة في رسائل العهد الجديد:
(1) رومية 16: 25 «وَلِلقادِرِ أن يُثَبِّتَكُمْ، حَسَبَ إنجيلي وَالْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ ... للهِ الحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَسُوعَ المَسِيحِ، له المَجْدُ إلى الأبد. آمِينَ».
(2) يهوذا 24 «وَالقادِرُ أن يَحْفَظَكُمْ غير عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمام مَجْدِهِ بِلا عَيْبٍ فِي الابتِهَاجِ، الإِلهُ الحَكِيمُ الوَحِيدُ مُخَلِّصُنا، له المَجْد وَالعَظَمَةُ وَالقُدْرَةُ وَالسُّلْطانُ، الآنَ وَإلى كُلِّ الدهور. آمِينَ».
(3) أفسس 3: 20، 21 «وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ». فما أعظم قدرة إلهنا الذي معه أمرنا! إن التسبيح مُلِّذ لقلبه، ومُبهج لنفوسنا أيضًا.
ثم لنلاحظ أيضًا سعة إيمان الرسول وثقتـه في قـدرة الله، فهو لا يكتفي بالقـول: «وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ أَكْثَرَ مِمَّا نَطْلُبُ»، فإن طاقته الروحية كانت أوسع من ذلك، فلا يكتفي أيضًا بالقول: «وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ»، بل لقد سما إيمانه بالله وبقدرته العظيمة فقال: «وَالقادِرُ أن يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أو نَفْتَكِرُ».
لقد طلب الرسول في صلاته لأجل القديسين، بأن يعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، وأن يمتلئوا إلى كل ملء الله ( أف 3: 14 -19)، وإذ يبدو أن هذا أمر صعب المنال، لأنه كيف نستطيع أن نسمو إلى اختبارات مجيدة كهذه؟ لذا يُوجِّهنا الروح القدس إلى الله «القادِرُ أن يَفْعَلَ» ـــــ لا أَكْثَرَ مِمَّا نَطْلُبُ فقط ـــــ بل «أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أو نَفْتَكِرُ»، أو يخطر لنا ببال. ليت إيماننا في قدرة إلهنا وأبينا يقوى ويزداد حتى أننا في كل ظروف الحياة المتنوعة نتقدم إليه بثقة كاملة، وبيقين شديد عالمين أنه “القَادِر”، الذي لا حدود لقدرته، فهو الذي يستطيع كل شيء، ولا يعسر عليه أمر ما.