الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امرأة فينحاس
«لَمَّا سَمِعَتْ خَبَرَ أَخْذِ تَابُوتِ اللهِ وَمَوْتَ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا، رَكَعَتْ وَوَلَدَتْ، لأَنَّ مَخَاضَهَا انْقَلَبَ عَلَيْهَا» ( 1صموئيل 4: 19 )
يا لها من امرأة على مستوى راق جدًا من الحساسية ومن الفطنة الروحية! امرأة تعيش مع شخص مثل فِينَحَاس، وتحتمله رغم شروره الفظيعة، بل وأيضًا تُحبه حتى أنها عند استماعها خبر موته ينقلب مخاضها وتموت ... يا لها من عينة نادرة! صحيح إن الوحي وضع زوجها في آخر القائمة، كأنه أقل الأسباب التي قلبت مخاضها، لكن أَليس مجرد ذكره كأحد الأسباب، يدل على رُقي مشاعرها. ثم مَن الذي وضعته قبل زوجها؟ إنه عَالي. ولماذا؟ أَلأنه حموها فقط؟ كلا بل لأنه رئيس الكهنة، القاضي، لكن الأهم من كل هذا لأنه كان تقيًا.

على أن ما وضعته في المقدمة كان هو تابوت الله ... لقد كان خبر أخذ التابوت هو الخبر الذي فوق احتمال هذه المرأة التقية.

إن المُخَبِّر، رجل العيان، الذي أخبر عَالي بالكارثة، ذكر هروب إسرائيل وكسرته أمام الفلسطينيين في المقام الأول، وكأن ذلك في نظره هو الأكثر أهمية، وبعد ذلك ذكر موت حُفْنِي وَفِينَحَاس، وأخيرًا أخذ تابوت الله. ورغم قسوة كل هذه الأخبار، لكن ما قضي على عَالي التقي لم يكن إسرائيل، ولا حتى أولاده، بل لما ذكر تابوت الله، أنه سقط عن الكرسي ( 1صم 4: 18 ).

وفي نفس هذه الروح السامية كانت هذه المرأة التي نلاحظ أن الوحي قبل أن ينسبها إلى فِينَحَاس زوجها، فقد نسبها إلى عَالي، إذ يقول: «وَكَنَّتُهُ امْرَأَةُ فِينَحَاسَ» ( 1صم 4: 19 ). ثم «وعِنْدَ احْتِضَارِهَا قَالَتْ لَهَا الْوَاقِفَاتُ عِنْدَهَا: لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ ابْنًا» ( 1صم 4: 20 ). كأنهن أردن أن يقلن إن هذا الولد سيُعوضك عن الرجل الذي مات ... لكن ما قيمة الرجل، لا سيما إذا كان مثل فِينَحَاس، وما قيمة الولد، بالمقابلة مع التابوت الذي أُخِذَ! ... لقد أُضيف أحد الأولاد إلى إسرائيل، لكن في المقابل أُخذَ تابوت الله!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net