الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تأديب الرب
«يَا ابْنِي، لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ وَلاَ تَكْرَهْ تَوْبِيخَهُ، لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ» ( أمثال 3: 11 ، 12)
عندما نقرأ اللفظة “تأديب” نميل إلى التفكير في عملية الضرب أو الجلد، لكن الكلمة هنا تعني تدريب الولد أو تثقيفه. وهي تشمل التعليم، والتهذيب، والتقويم، والتحذير، والقصد من هذه جميعها هو تنمية الفضائل المسيحية ونزع الشر.

يصرِّح النص في سفر الأمثال 3: 11، 12 بكل وضوح، أن تأديب الله هو برهان محبته، وأنه لا يمكن لأي ابن له، أن يتجنب ذلك التأديب. نحن نسمح لله بأن يُشكّلنا على صورته، عندما نبقى خاضعين لتأديبه. فإذا حاولنا وضع حد لمعاملاته معنا، تطول مدة تعليمه لنا، مُستخدمًا لأجل ذلك وسائل أكثر فاعلية، وبالتالي أصعب.

ثمة درجات في مدرسة الله، وكل ترقية لا تحصل إلا عن طريق تعلمنا الدروس. إذًا، عندما تواجهنا الامتحانات، يجب أن نتحقق أن الله يعاملنا كبنين. ففي كل علاقة أب بابن صحيحة، يقوم الأب بتدريب ابنه، لأنه يُحبه، ويريد له الأفضل. والله يحبنا كثيرًا جدًا، حتى إنه لا يسمح لنا بأن ننمو على أساس طبيعتنا، وعلى هوَانا. فتأديب الله هو أبدًا كامل. إن محبته لا متناهية، كما أن حكمته معصومة من الخطأ. إن تأديبه لا يكون متسرعًا البتة، بل هو دائمًا لخيرنا ولمنفعتنا، وقصده أن نشترك في قداسته.

فالتقوى لا يمكن انتاجها خارج نطاق مدرسة الله. وكما وضّح أحدهم هذا بالقول: ليس القصد من تأديب الله إنزال العقاب بنا، بل إعادة تشكيل شخصياتنا. يؤدبنا «لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ» ( عب 12: 10 ).

إن العبارة “لِكَيْ نَشْتَرِكَ” فيها من الدلالة ما يُشير إلى حياة قد تنقَّت وتجمَّلت. إن تلك النار التي أُشعِلَت، لم تكن بغير قصد، لكنها نيران المُمَحِّص الجالس إلى جانبها، مُراقبًا وعاملاً بكل عزم وصبر ولطف، على إخراج القداسة من اللامبالاة، والثبات من الضعف. فالله يخلق من النار نورًا، وينتج ثمار الروح وزهوره.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net