الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُخلِّص ورَبٌّ
«وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ» ( تكوين 7: 23 )
يُمثل نوح في الفلك “رئيس الخلاص”. ومن الطبيعي وبصفة حتمية، أن يكون “المُخلِّص” هو “الرَّب” و“السَيِّد”. في إنجيل لوقا أيقظت تحية الملائكة الرُّعاة، وكانت التحية تتضمَّن البشارة بالمُرسَل السَّماوي في صفتيهِ “المُخلِّص” و“الرَّب”: «أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ» ( لو 2: 11 ). هذان اللقبان جمعهما الله معًا، لكن الناس لا يُريدون اجتماع الأمرين معًا. فالناس يُرحِّبون كثيرًا بفائدة يحصلون عليها من يسوع المسيح المُخلِّص، لكنهم لا يُرحِّبون أبدًا بالخضوع له ولسلطانه كالرَّب والسَيِّد. لكن كما قلنا من الطبيعي والحتمي أن يكون المخلِّص هو “الرب والسَيِّد”، وذلك لأن الخلاص لا يقود للفوضى وغيبة الضوابط، بل يقود إلى الترتيب ومتانة الإيمان.

كم نكون جاحدين أيها الأحباء، بل وغير عُقلاء، إن نحن تجاهلنا، على أية صورة، مطاليب سلطان الرب علينا كمؤمنين! «هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ»، «لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَظِيمٌ مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ» ( مز 45: 11 ؛ مز95: 3).

نعم ما أرهبه فكرًا إن نحن استبعدنا إرادة الرب سَيِّدنا من حياتنا ولو للحظة! لأن كل ما فينا وما حولنا يحتاج إلى فكره الصالح وتدبيره الناجح. الخلاص عظيم، أيها الأحباء، وعبور الدينونة عنا جميل، لكن الخضوع للمُخلِّص أعظم وأجمل.

كان الفلك وسيلة الخلاص، وفي الفلك كان نوح رئيس الخلاص إشارة إلى المسيح «كَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ» ( عب 3: 6 ). يجمع رئيس الخلاص خاصته؛ تلك الخاصة التي احتمت في الفلك، والتي تتمثل في المستقبل بالبقية المفدية التي ستجتاز في ضيقة عظيمة بعد اختطاف أخنوخ الذي يمثل ارتفاع الكنيسة عن الأرض. يجمع رئيس الخلاص هذه الخاصة لتتمتع بعد اجتياز الضيق إلى راحة وبركة الأرض المُجددة حيث تتصاعد روائح السرور من المُحرقات المقبولة.

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net