الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَن هو أعظم؟
«إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ» ( مرقس 9: 35 )
كانت فكرة أن ملكوت المسيح سيظهر في الحال تستهوي تلاميذ الرب، لأنهم توقعوا أن يكون لهم مكانة مُكرَّمة فيه. لقد فهموا الملكوت بطريقة جسدية، فأُيقظت الرغبات الدنيوية في قلوبهم. ولذلك في الرحلة إلى كفرناحوم شُغِلوا بمناقشة «مَنْ هُوَ أَعْظَمُ؟» ( مر 9: 34 ). وسؤال الرب «بِمَاذَا كُنْتُمْ تَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فِي الطَّرِيقِ؟»، كان كافيًا لتوبيخهم على حماقتهم، وهذا يَظهر في سكوتهم؛ إلا أن كل شيء كان مكشوفًا أمامه، فتقدم ليُجيبهم مع أنهم لم يعترفوا. وتبدو إجابته ذات شقين:

أولاً: الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى العظمة الحقيقية، هو الذي يصل إلى القاع، لأنه «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ» (ع35). وفي هذا الصَدَد، نستطيع أن نرى كيف كان الرب يسوع بارزًا، حتى لو لم نأخذ في الاعتبار ألوهيته. ففي بشريته صار أقل من الجميع، وصار خادمًا للجميع بشكل يفوق تمامًا خدمة الجميع. ومَن يتمثل به تمامًا، هو الذي يمكن أن يكون أولاً.

ثانيًا: بيَّن الرب أن شخصية الخادم لها أهمية قليلة: فالمهم هو مَن أتى الخادم باسمه. ونرى مشهدًا جميلاً مؤثرًا، عندما أقام طفلاً أولاً في وسطهم، ثم احتضنه، لكي يؤكد فكرته. فذلك الطفل كان على هامش اهتمام الناس، ولكن قبول مثل هذا الطفل باسم الرب هو قبول للرب نفسه، وأيضًا قبول للآب الذي أرسله «مَنْ قَبِلَ وَاحِدًا مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي» (ع37). وقبول الآلاف مثله بأي اسم آخر، أو على أي أساس آخر له قيمة قليلة. والحقيقة هي أن المُعلِّم نفسه عظيم بدرجة لا تُقارن، ولذلك فالوضع النسبي لخدامه الأصاغر لا يستحق مجرد المناقشة.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net