الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مارَّة
«جَاءُوا إِلَى مَارَّةَ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ » ( خروج 15: 23 )
كان لا بد من مَارة. فمع أن الرب كان يستطيع أن يهديَهم إلى أرض كنعان في أيامٍ قلائل، بسهولة وسرعة، لكنهم كيف كانوا سيعرفونه بدون مَارة؟ وكيف كان يتأتّى لهم أن يعرفوا المسيح، الذي فيه العلاج والحل لكل مشاكلهم، ولكل ما يعترض طريقهم؟ أ لم يكن الحل في مشكلة مَارة، هو الشجرة التي قُطعت لتُلقى في الماء. ذلك العود الأخضر الذي تكلَّم عنه إشعياء، والذي نبَت قدام يهوه كفرخٍ وكعرقٍ من أرضٍ يابسة، وقُطع من أرض الأحياء، ليُلقى في مرارة مائنا؟

المسيح في اتضاعه وطاعته حتى الموت، موت الصليب، وقبوله لمشيئة الله، صار هو الترياق والعلاج للمياه المُرّة. صرخ الشعب إلى موسى: لماذا أخرجتنا من مصر حتى أننا نسير ثلاثة أيام بدون ماء، وعندما نعثر عليه نجده مُرًّا هكذا؟! وصرخ موسى إلى الرب متصوِّرًا أن الرب سيقوده إلى طريق آخر به ماءٌ عذب. ولكن كلا؛ كان قصدُ الرب أن يشربوا من ذلك الماء عينه، وفي تلك البقعة عينها. غير أن الرب “أَرَاهُ شَجَرَةً”. “أَرَاهُ” تعني أنه فتح بصيرته ليرى ما هو موجودٌ أصلاً، وإنما عجز هو عن رؤيته.

هذه هي البريّة. كلُها عبارة عن اختبارات واكتشافات، واختباراتها واكتشافاتها عجيبة. فالبريّة هي مدرسة الله التي يلتحق بها المؤمن بعد نواله الخلاص. النعمة التي بعدما تُخَلِّص، تُعلِّم في مدرسة الله. ومدرسة الله هذه، تتضمن دروسًا لا يستطيع أحدٌ أن ينظمها ويدبرها ويرتبها إلا الله نفسُه. والترنيمة المعروفة عندنا: “طَرِيقُكِ عندَ إلهي يُعرَفُ ... وَنورُهُ مَسِيرََكِ يَكْتَنِفُ” تعني أن كلَ طريق نسلكه به محطات، وفي كل محطة يكتنفنا النورُ الإلهي، فنكتشف عجائبَ من صفات وقدرة إلهنا... مياه مُرّة؟ تُقطَع شجرة وتُلقى في الماء، ويا للعجب تصبح المياه المُرّة حلوة! لقد علموا وتعلّموا، أن مَن عمَل هذا العجب، لم يكن سوى الله الذي يتبعونه ويسيرون بموجب أمره.

نبيه إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net