الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الابن الضال
«رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ» ((لوقا 15: 20)
في مَثَل «الابن الضَال» نجد ثلاثة مناظر:

في المنظر الأول: نرى شابًا تَصَوَّر أن أباه يقف بينه وبين سعادته، فترك بيت أبيه، وابتعد بأقصى ما يستطيع، وبجهل بدَّد ما أخذه من أبيه بحياة المجون والجنون.

المنظر الثاني: يرينا إياه في الكورة البعيدة في حالة فقر تام. ألا يستطيع كل منا أن يرى مُلَخَّصًا لحياته في ذلك الوصف السابق؟ ليت بقية قصتنا تكون متطابقة مع بقية قصة هذا الابن المتمرد العاصي. فهذا الابن الضَال، تحت ثقل تعاسته، رجع إلى نفسه، وتذكر الخير الكثير في بيت أبيه، فقام وبدأ رحلة الرجوع.

المنظر الثالث: الأب ـــــ في شوق حقيقي ـــــ يركض لملاقاة ابنه، ويفتح له ذراعيه، ويُقَبِّله؛ وإذ يسمع الأب اعتراف ابنه فإنه يُسامحه تمامًا، ويأمر بتبديل ثيابه القذرة، وأن يُلبَس الحلة الأولى!

هذا المثل يشجّع كل الذين يدركون تعاستهم في بعدهم عن الله، فالله ما زال يحبك وينتظر عودتك؛ فلا تخف من أن تأتي إليه، لأنه سيستقبلك كما فعل الأب مع ابنه الضال.

مع الأسف نقول إن الأب لم يستطع أن يجعل عائلته كلها تشارك في فرحه. فالابن الأكبر، الذي لم يتردد في أن يفرح مع أصدقائه عندما كان أخوه ضالاً، لم يُرِدْ أن يدخل البيت ويشترك مع أبيه في هذا الاحتفال. إنه صورة لكل المتمسكين ببرِّهم الذاتي، نظير الكتبة والفريسيين، وقلوبهم مغلقة أمام نعمة الله التي جذبت العشارين والخطاة إلى الرب يسوع (ع1، 2). وفي تطبيق آخر، هو أيضًا صورة للشعب اليهودي ( خر 4: 22 )، الذي كان مُتَمَسِّكًا ومفتخرًا بالناموس، بينما الابن الأصغر الذي سافر إلى كورة بعيدة، هو صورة للأمم الذين قالوا لِلَّهِ: «ابْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ» ( أي 21: 14 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net