الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حَبْلٌ قرمِزيٌّ
«ارْبِطِي هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرْمِزِ فِي الْكَوَّةِ» ( يشوع 2: 18 )
خيوط القرمز تُحدثنا عن حياة قُدمت. فاللون الحقيقي من القرمز لا يوجد إلا بالموت، إذ أنه يؤخذ من عُصارة نوع معين من الدود. ديدان صغيرة تافهة كان يجب أن تموت ليُنتج هذا الِقرمِز. وكما أن الموت وحده هو الذي أنتج علامة الخلاص لرَاحَاب، هكذا بالنسبة لنا، فإن موت المسيح هو أساس خلاصنا. فبدون الموت لا يمكن الحصول على القِرمِز. لكنه ليس بالموت العادي، بل بموت ما أقساه. من الناحية البشرية كان موتًا مُرعبًا كأقسى ما احتمل الشهداء، لكن من جانب الله كان موتًا كفاريًا، فيه مات البار من أجل الأثمة، ودفع البريء الدين كاملاً نيابة عن المُذنبين، وبذلك تم لنا الخلاص.

لكننا في هذا الرمز لا نرى فقط حقيقة أن موت بديل يُعطي الخلاص، ولكن أيضًا أنه موت دودة بالذات. ألا يعطينا هذا المقابل لموت رب المجد، وهذا ما يجعلنا نخر سجودًا عند قدميه الكريمتين. لقد كان هو المُتكلِّم الحقيقي بكلمات مزمور22: 1-6 «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟ ... أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ». وكأنى به يقول: لقد نزلت إلى دون ما نزل إليه إنسان من قبل؛ «أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ». إنه الأعلى والأعظم ولكنه وضع نفسه إلى أدنى مقام! أقل من أي إنسان، دودة! وذلك لكي يعطينا علامة الخلاص والأمان حتى أن كل المحتمين فيه هم في أمان تام، وكل من يتكل عليه يكون له – كرَاحَاب – «ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ» ( 1يو 4: 17 ).

لقد كان المسيح هو البار الوحيد الذي تُرك من الله. فلم يترك الله بارًا قبل ذلك قط. لقد ذهب أبرار كثيرون قبله إلى الموت، ولكنهم اجتازوا الموت والرب معهم، فلم يخافوا شرًا. ولكن كيف كان الأمر عندما اجتاز المسيح الموت؟ لقد كان الظلام الذي خيّم على مشهد الصليب رمزًا لظلام أعمق أطبق على نفس ذاك الذي كان هناك كفارة لخطايانا. إنها الظلمة بسبب خطايانا التي حملها نيابة عنا على الخشبة.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net