الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 أغسطس 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طاعة الابن
«لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ» ( متى 4: 4 )
كان آدم الأول وقت تجربته في جنة عدن، مُحاطًا ببركات الله التي من شأنها أن تُذكره بخالقه الحنَّان. وأما آدم الأخير، فكان وقت تجربته في البرية مع الوحوش ( مر 1: 13 )، حيث كانت ظروفه تُذكّرنا بخطية الإنسان الأول وعواقبها المُحزنة. وكانت تجربة الرب جزءًا من الخدمة الموضوعة عليه. ومهما اجتهد المُجرِّب ضده، فلم يَزَل الشر شيئًا خارجًا عنه، بحيث لم يوجد داخله ـــــ له المجد ـــــ ما يُناسب الشيطان؛ وأما نحن فعلى خلاف ذلك. فكان ينبغي أنه يُمتَحَن امتحانًا تامًا لكي يُظهِر حقيقة شخصه كالقدوس، ونوع طاعته لله، وكونه لا يطلب إلا مشيئة الله، مهما كانت نتائج هذه الطاعة. وذلك في وسط وحشة البرية ومشقاتها، التي من شأنها أن تجعل الإنسان يطلب لنفسه سبيًلا أيسر من مشيئة الله.

لقد قال له المُجرِّب: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا» ( مت 4: 3 ). فلما كان الله قد صادق عليه كابنه الحبيب ( مت 3: 17 )، أتاه المُجرِّب من هذا الباب كيما يستعمل حقوقه الشخصية للتخلص من حالة الجوع، بغض النظر عن وصية مِنْ قِبَل الله. ولكن ذلك القدوس لم يأتِ ليفعل مشيئة نفسه، بل مشيئة الذي أرسله. فأجاب: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ» (ع4). قال له المُجرِّب أن يأمر، فأجاب الرب يسوع: أنا لست هنا لآمر، بل لأطيع. ثم إن المأكل الحقيقي ليس خبزًا، بل العمل بحسب مشيئة الله!

إن الطاعة الكاملة تقوم بعدم تحرك الإرادة إلا بموجب أمر من الله. إن كان ولد مثلاً تتحرك إرادته، ويُحاول عملاً ما، وقال له أبوه أن لا يفعله، فامتنع امتثالاً لكلمة أبيه، فنحسب ذلك طاعة، وهي كذلك. ولكن طاعة سيدنا المبارك لم تكن من هذا القبيل، لأن إرادته كانت ساكنة غير متحركة مِن قِبَل ذاتها، ولا حاجة بها لأمر من الله لردعها. فما أروعه! ولقد دعانا الله وأفرزنا لنتمثل بطاعة يسوع المسيح ( 1بط 1: 2 ).

بنكرتن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net