الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 سبتمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ذهبا كِلاهما معًا
«أَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ» ( تكوين 22: 6 )
ربما لا توجد صورة رمزية مُعبرة ومؤثرة مثل صورة إبراهيم، ذاهبًا مع ابنه إسحاق، إلى جبل المُريا. ومع أن يد إبراهيم المرفوعة بالسكين قد أُمسكت، ومع أن الضربة القاضية لم تقع فعلاً على إسحاق، إلا أن الصورة واضحة المعالم جدًا، وتعبر عن أن «الله ... لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ» ( رو 8: 31 ، 32). وأيضًا أن ابن الله ربنا يسوع المسيح «بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا» ( غل 1: 4 ). كان هذا على صليب الجلجثة. هناك ذُبح بالفعل إسحاق الحقيقي، الذي لم يكن إسحاق ابن إبراهيم إلا ظلاً ضعيفاً له.

على صليب الجلجثة انهالت ضربات العدل الإلهي على حَمَل الله الوديع. كان المسيح، بسبب كماله الشخصي، هو حَمَل الله الكُفء لأن يحمل دينونة العدل الإلهي ضد الخطية والخطايا، بكيفية رائعة تكفي وتُوفي وتزيد على كل مطاليب العدل الإلهي، حتى أن قداسة الله بدلاً من أن تقف ضد الخاطئ الذي يؤمن بكفاية موت المسيح، تتحول لتقف إلى جانبه، وهذا هو معنى التبرير.

كانت مشيئة الله الآب أن يقدم ابنه الحبيب مبذولاً على الصليب، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به. واتفقت مشيئة الابن المبارك في هذا الفكر الأزلي لإتمام هذا القصد الإلهي. إنه قصد المحبة العميقة في الله من نحو الإنسان المسكين. كانت النية في قلب إبراهيم حاسمة من جهة تقديم إسحاق. وذهب ومعه الحطب والنار والسكين. وكانت الطاعة مُطلقة وعميقة في قلب إسحاق، فقدَّم نفسه في تسليم كامل بكل خضوع لمشيئة أبيه. هذه هي الصورة الرمزية، وهي رائعة وعجيبة حقًا حسب المقاييس البشرية. لكن الأروع والأعجب هي الحقيقة المرموز إليها في قلب الله وفي الإنسان يسوع المسيح «الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ» ( عب 9: 14 )، «وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا». ( عب 9: 12 ).

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net