الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 سبتمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذرع بالدموع .. تحصد بالابتهاج
«الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذِهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» ( مزمور 126: 5 ، 6)
إن بعض الزارعين يُبللون الحبوب أو يغمرونها في الماء قبل زرعها. وكم هو حسنٌ وجميل أن مَن يعملون في حقل الرب يُبللون خدماتهم بالصلوات والدموع! فلا يكفي أن نزرع، الأمر الذي نعمله بكل نشاط ومثابرة، ولكن يجب أن يُضاف إلى ذلك انسكاب النفس أمام الله، والصراخ إليه، وذرف الدموع أمامه، ذلك إن كنا نُريد أن نحصد بالابتهاج ( مز 126: 5 ).

وما أجمله وعدًا هنا! فقد تكون قد زرعت كثيرًا، وبصبر حتى طال انتظارك، إلا أنك لم تحصد بعد، حتى تسرب القنوط إلى نفسك. ولكن لا تيأس، فإن توقفك وعدم مثابرتك، أو تراجعك للوراء قد يكون معناه أنك ستخسر فرحة الحصاد الجميلة، والمجازاة الصالحة «لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ» ( غل 6: 9 ). فكن صبورًا واستمر مُجاهدًا واثقًا أن الله هو الضامن للحصاد البهيج، فهو ـــــ تبارك اسمه ـــــ يقول لك بأنه لا بد لك من الحصاد، وأنه مجيئًا تجيء بالترنم حاملاً حزمك ( مز 126: 6 ).

إننا كثيرًا ما نزرع بالدموع، ولكنها ـــــ مع الأسف ـــــ دموع الحزن على “أبشالومنا” المُدلَّل ، أو على أخطائنا وسقطاتنا. أو هي دموع الحزن على آمالنا الفاشلة. أما كل دمعة تنحدر من نفس مُكرَّسة للرب، فهي محفوظة في خزانة الله، ولا بد لها من المجازاة. إنه ـــــ تبارك اسمه ـــــ يحفظ، باعتناء تام، كل دموعنا في زِقِّه ( مز 56: 8 )، «لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ» ( عب 6: 10 ). فهو يسهر على كل حبَّة غُرسَت في تربة ما، ويحرسها، إذ هو الضامن المُتعهِد بالحصاد. فليست زفرة أو دمعة أو صلاة في الروح القدس يُمكن أن تضيع أو تُفقَد، أو أنها لا تأتي بالحصاد أو الثمر. إنك كَسَيِّدك وربك، لا بد أنك “مِن تعب نفسك ترى وتشبع”.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net