الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 سبتمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هو أحبَّنا
«نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً» ( 1يوحنا 4: 19 )
مع أن محبة المؤمن للرب ثمينة جدًا في نظره، تبارك اسمه، كما أيضًا في نظر المؤمن نفسه، ولكن من الواضح أننا لا نستطيع أن نثق في مثل هذه المحبة المُتغيِّرة. وإنما المحبة التي يُمكننا أن نستقر عليها هي المحبة الثابتة التي لا تتغير؛ محبة المسيح لخاصته. إن إدراكنا لمحبة المسيح والتمتع بها يوقظان فينا المحبة له. وبقدر قياس إدراكنا لمحبة المسيح لنا، تكون محبتنا له. ومحبتنا للرب تزداد، على قدر تأملنا وتمتعنا بمحبته لنا.

إن التأثير الناتج في نفس مبتهجة بمحبة المسيح يُرى من الرسول يوحنا في المشاهد الختامية من حياة الرب. أما الرسول بطرس، فإنه يُرينا عكس ذلك من تأثير مؤسف للثقة في محبتنا نحن للرب، في ذات المشاهد. فكلا التلميذين أحبا الرب بمحبة حقيقية عميقة فائقة، قادتهما إلى ترك كل شيء لكي يتبعاه. لكن الفارق، أنه بينما وثق أحدهما في محبته للرب، فإن الآخر ارتكن تمامًا على محبة الرب له.

فعندما عرف بطرس أنه بدون غسل رجليه لن يكون له نصيب مع المسيح، أسرع قائلاً في ومضة من المحبة المتأججة: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي». وبعد قليل قال أيضًا بمحبة خالصة: «يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ!». وقال أيضًا: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا». وعند تسليم الرب في بستان جثسيماني استلّ سيفه في محبة حارة، مُحاولاً الدفاع عن سَيِّده، وكأنه ـــــ بكلماته وأفعاله ـــــ يقول: “أنا هو التلميذ الذي يُحبُّ سَيِّده”.

وعلى العكس من بطرس، أطلق الرسول يوحنا على نفسه في هذه المشاهد الختامية، خمس مرات، أنه «التِّلْمِيذ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ». إنه أمر مبارك بلا شك أن تشغلنا محبة الرب لنا حتى تجعلنا نُحبه، لكن الأروع من ذلك كثيرًا أنه هو يُحبنا.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net